يلتحق اليوم التلاميذ بمقاعد دراستهم بعد أشهر من العطلة الصيفية، وبدأت العائلات الجزائرية منذ أيام في التحضير لهذا الموعد السنوي، وذلك باقتناء الملابس والمآزر والأدوات المدرسية بالخصوص، التي تعد الشغل الشاغل للأولياء قبيل الدخول المدرسي، لكن هل الجميع لديه القدرة على توفير هذه الضروريات لأبنائه؟ من المنطقي القول بأن الجواب هو “لا”، لذا يبدو أن دور المجتمع المدني هام في هذه الفترة. إذ تعد مثل هذه المناسبات فرصة لإبراز عمل مختلف الجمعيات والهيئات العاملة في مجال التضامن، عبر ماتقدمه من مساعدات للفئات المحتاجة، وبالتالي تضمن دخولاً مدرسياً حسناً للمئات من الأطفال. من بين الفاعلين في هذا المجال، تواصل مجموعة “ناس الخير” عبر أغلب ولايات الوطن نشاطها التضامني الميداني المعتمد أساساً على الهبات التي يمنحها المواطنون إلى متطوعي المجموعة الذين يبرمجون في كل فترة عمليات جمع للتبرعات وتوزيعها حسب الموسم. وعن نشاط المجموعة في ولاية الجزائر وضواحيها، تحدثنا مع السيد لياس فيلالي أحد مؤسسيها وعضو فاعل فيها عن جديد هذه السنة، فأشار إلى أنه تم توزيع 170 حقيبة مدرسية في الدفعة الأولى من العملية التي تستمر عشرة أيام. ووجهت هذه الدفعة الأولى إلى تلاميذ أيتام بمنطقة بابا أحسن، ولأطفال من عائلات فقيرة ومحتاجة بالرويبة. وعن طريقة اختيار الفئة التي تمسها المساعدات يقول السيد فيلالي “لدينا شبكة من منتسبي المجموعة وهم من أحياء مختلفة ويعرفون سكان كل حي جيداً، وبالتالي يمكنهم تحديد العائلات المحتاجة فعلياً إلى مساعدات لتجهيز أبنائها بلوازم الدخول المدرسي”. ووجهت الدفعة الثانية من المساعدات الخاصة بالدخول المدرسي 2012-2013 أمس السبت إلى سكان منطقة الأربعطاش بولاية بومرداس التي كانت محطة هامة للمساعدات الخاصة بشهر رمضان بالنسبة للمجموعة، حيث وزعت بين 150 و200 محفظة تشمل كل الأدوات التي يحتاجها التلميذ كالكراريس والأقلام وأوراق الرسم والمقلمات...إلخ وعن سبب التركيز على منطقة الأربعطاش في العمليات التضامنية الأخيرة ل«ناس الخير”، يوضح محدثنا أن ذلك راجع إلى رغبة المجموعة في عدم تركيز عملها وسط العاصمة باعتبار أن بها عدة جمعيات تعمل في الإطار التضامني، يقول” لاحظنا من خلال زياراتنا الميدانية للمنطقة أنها شبه منكوبة، حيث يعاني سكانها من مشاكل عدة ويعيشون حالة مزرية، إذاً اعتبرنا أن هذه المنطقة تحتاج أكثر للمساعدة فلم نتردد في التركيز عليها”. ولأن المجموعة تعتمد على التبرعات العينية وليس على جمع الأموال، فقد سألنا ذات المصدر عن مدى استجابة الناس لنداء المجموعة بشان جمع الأدوات المدرسية لتوزيعها على المحتاجين، فلم يتردد في التأكيد على أن نسبة التبرع للمجموعة تضاعفت ثلاث مرات هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مرجعاً ذلك إلى الثقة التي باتت تتمتع بها المجموعة التي تنشط منذ عامين في الميدان،”إن مشكل العمل الجمعوي والتضامني في الجزائر هو غياب الثقة، لذا فإن قدرتنا على كسبها مكننا من تجنيد عدد كبير من المتطوعين وكذا المتبرعين، أظن أن مسالة الثقة هي أهم إشكال يطرح، وحله لايكون إلا عبر العمل التضامني الحقيقي والنزاهة والبرهنة على أن عمل الخير هو الهدف الوحيد من نشاطنا”. وبالنسبة لرأيه حول ظروف الدخول المدرسي الحالي، اعتبر أنه يمكن وصفه بالصعب لأنه جاء بعد مناسبتين هامتين هما رمضان وعيد الفطر اللذين أنهكا ميزانية العائلة الجزائرية، ولكن كذلك بسبب الغلاء الذي نشهده في الأسواق والراجع بالخصوص إلى تراجع قيمة الدينار، مما جعل الكثير من العائلات تعجز عن توفير كل المستلزمات لأبنائها، وثمن في هذا السياق العمل الذي يؤديه المجتمع المدني لدعم مثل هؤلاء. وبالنسبة لتقييم نشاط المجموعة في فترتي رمضان وعيد الفطر، قال أنه تم توزيع 350 قفة على عائلات محتاجة في رمضان، كما استفاد 300 طفل من كسوة العيد، ووزعت المجموعة 400 لعبة أطفال تبرعت بها الجالية الجزائرية في كندا.