من المرتقب أن تستقبل المؤسسات التعليمية بولاية باتنة اليوم، 289241 متمدرسا في مختلف الأطوار التعليمية، مما يعني أن ربع سكان الولاية متمدرسون؛ ما يطرح بالضرورة مشكلة الاكتظاظ رغم جهود السلطات المتواصلة لمعالجة المشكلة وما يتطلب من ضمان التأطير الإداري والبيداغوجي؛ حيث تشير أرقام المديرية إلى وجود 6145 مؤطرا تربويا بالطور الابتدائي، 5171 بالمتوسط و3803 بالثانوي، إضافة إلى 541 مؤطرا إداريا، علما أن معدل التلاميذ في الفوج يمثل 24.26 بالمائة بالنسبة للتحضيري، 27.88 بالمائة للابتدائي، 31.32 بالمائة للمتوسط و31.45 بالمائة للثانوي؛ بمعدل عام يصل إلى 29.71 بالمائة. ومن خلال مرافقة “المساء” لزيارات والي الولاية لتفقّد مشاريع قطاع التربية طوال السنة، تَبين أن جهود السلطات قائمة في متابعة هذه المشاريع التي عزّزت القطاع بفضل مشاريع الخماسيين المنقضي والحالي. ويندرج ذلك في البحث في كيفيات القضاء على العجز المسجل في المنشآت التربوية، كما أكد والي الولاية، الذي أعلن عن تنصيب لجنة متابعة الدخول المدرسي الجديد، وشدّد على ضرورة ضمان دخول اجتماعي مريح، داعيا المنتخبين إلى الإسهام بما يتطلبه حضورهم لمواجهة نقائص القطاع، لاسيما بالطورين الابتدائي والمتوسط، والتي تُطرح بالعديد من البلديات. وفي إطار برنامج المخطط الخماسي، رُصد غلاف مالي يأخذ في الحسبان متطلبات القطاع بالولاية، الذي تَدعّم بنفس حصة المخطط القديم تقريبا ب 259 مليار سنتيم لإنجاز 13 ثانوية، ليقفز عدد الثانويات إلى 73 ثانوية إضافة إلى 16 متوسطة، بغلاف يقدَّر ب 175 مليارا. وتشمل ميزانية المخطط الجديد إنجاز 1094 قسما بمبلغ 437 مليار سنتيم، علما أن عدد الثانويات حاليا قفز إلى 79 ثانوية، 169 متوسطة و628 مدرسة ابتدائية.
الإطعام هاجس وحل مشكلة النقل بأنصاف الداخليات ويؤكد رئيس المجلس الولائي السيد لخميسي صحراوي، أن مشكل الإطعام المدرسي، الذي كانت قد ركزت عليه اللجنة الوصية خلال دورات المجلس السابقة، حيث طالبت اللجنة بضرورة الاهتمام أكثر بالوجبات المدرسية مع الحرص على تقديم وجبات ساخنة، إلى جانب التركيز على مشكل النقل المدرسي والتدفئة بالأقسام الابتدائية، ووجدت طرقا كفيلة بضمان الحلول اللازمة في حدود الإمكانات؛ حيث يتميز الدخول المدرسي الجديد بفتح 03 مطاعم مدرسية جديدة غير مستغَلة؛ لعدم ربطها بالغاز، ليقفز بذلك عدد المطاعم المدرسية إلى 523 مطعما، سيستفيد من خدماتها 109000 تلميذ؛ أي ما يمثل نسبة تغطية تقدَّر ب 77.85 بالمائة. كما أثيرت مشكلة النقل المدرسي نهاية الأسبوع الماضي في اجتماع المجلس التنفيذي للولاية بمناسبة الدخول الاجتماعي الجديد. وأكد والي الولاية السيد الحسين مازوز بالمناسبة في رده على عدد من رؤساء البلديات، على ضرورة استغلال مراقد الإقامات المتوفرة؛ لمواجهة المشكلة وتخفيف الضغط عن البلديات التي لا يمكنها ضمان الخدمة اللازمة لصيانة حظائر الحافلات. يُذكر أن القطاع تَدعّم ب 06 أنصاف داخليات من صنف 300 وجبة، وأن المبادرة التي طالما دعا إليها الوالي أتت ثمارها مؤخرا في تسجيل نتائج في الامتحانات الرسمية بفضل أنصاف الداخليات، التي اختصرت مشاكل كبيرة كان يواجهها الطلبة في تضييع الأوقات بحثا عن وسائل نقل.
مؤسسات تربوية جديدة لمواجهة الضغط من جهته، كشف مدير السكن والتجهيزات العمومية لولاية باتنة السيد محمد زقادي، عن تسليم 09 مجمّعات مدرسية جديدة في كل من باتنة، وادي الشعبة، فسديس، لازرو، سقانة، ثنية العابد وأريس، بالإضافة إلى توسعة 33 مدرسة بأقسام إضافية، وفتح 05 مطاعم بقدرة 200 وجبة غذائية. أما الطور المتوسط فسيتدعم ب 05 متوسطات، في حين ستُفتح 06 ثانويات. وأكد المدير على جاهزية 09 مجمعات مدرسية، منها 03 مؤسسات أُنجزت بعاصمة الولاية.
الأميار يثيرون مشكلي النقل والاكتظاظ وأبدى عدد من رؤساء بلديات ولاية باتنة، جملة من المشاكل وتخوفاتهم من أن تشكّل عائقا بالنسبة للسنة الدراسية الجديدة، وأوضحوا بأن الاكتظاظ داخل الأقسام والنقل لايزالان يشكلان هاجسا للتلاميذ. وقد أرجع رئيس بلدية الجزار مشكلة الاكتظاظ في الطور المتوسط والثانوي، إلى غياب مشاريع أخرى لإنجاز مؤسسات تعليمية؛ لخلق التوازن مع تعداد التلاميذ. وتَوقع أن تعرف المؤسستان ضغطا على غرار السنوات الماضية. وقد تم توظيف مخابر علمية لاستغلالها كأقسام للتدريس. ومن جهتهم، أميار بلديات أولاد عمار قيقبة وأولاد فاضل، يطالبون بتوفير وسائل النقل للتلاميذ، كما رفعوا مطلب إعادة تهيئة المطعم المدرسي بقرية بولفرايس. وأكد رئيس بلدية عين جاسر بأن جميع قاعات المخابر وحتى المراقد في الثانوية قد تحولت إلى قاعات تدريس بسبب الضغط الذي تعرفه، والناتج عن تدفق أزيد من 300 تلميذ ثانوي من بلدية الحاسي تامهريت المجاورة لعين جاسر.