انتهت جولة المفاوضات النووية التي احتضنتها مدينة جنيف السويسرية على مداري اليومين الماضيين بين وفدي التفاوض الإيراني ومجموعة الخمسة زائد واحد، باتفاق الجانبين على عقد جولة جديدة بنفس المدينة الأوروبية خلال أسابيع. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أمس، إنه “سيتم مواصلة المحادثات بجنيف بعد أسابيع قليلة؛ حيث سيكون لممثلي القوى العظمى المفاوضة الفرصة لبحث ودراسة تفاصيل المقترح الإيراني واتخاذ الإجراءات التي يرغبون فيها”. وكانت إيران أعلنت في ختام محادثاتها أمس مع مجموعة ال5+1، بأن جزءا من اقتراحها النووي خلال الجولة الثانية من المفاوضات، يتضمن “بروتوكولا إضافيا”؛ حيث قال المفاوض النووي الإيراني عباس عراقجي، إن المناقشات حول تنفيذ “بروتوكول إضافي” يُعد جزءا من اقتراح بلاده النووي، بحيث يسمح هذا البروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم الانتشار النووي، بعمليات تفتيش غير متوقعة للمنشآت النووية الإيرانية من جانب جهاز الرقابة النووي الدولي، المتمثل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واختُتمت أمس جولة جديدة من المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة ال 5+1 التي تضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا، والتي كانت بمثابة امتحان لتأكد الغرب من حقيقة تغيير السلطات الإيرانية الجديدة لاستراتيجيتها فيما يتعلق بمعالجة ملفها النووي. وترأّس المفاوضات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيسة المفوضية الأوروبية كاترين آشتون برفقة مسؤولين في منظمة الطاقة الذرية. وكان اليوم الأول من المفاوضات قد شهد عقد جلستين، تَقدم خلال الجلسة الأولى وزير الخارجية الإيراني بمبادرة بعنوان “إنهاء أزمة غير ضرورية وبداية لآفاق جديدة” بدون تقديم المزيد من التفاصيل. وقال على إثرها مايكل مان المتحدث باسم المفوضة العليا للعلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد، إنه “للمرة الأولى استمرت المناقشات التقنية المفصلة بين إيران ومجموعة الدول الخمس زائد واحد، حول البرنامج النووي الإيراني”. وكان البيت الأبيض الأمريكي قد دعا في وقت سابق إلى عدم توقّع تحقيق إنجاز كبير في المحادثات التي تجريها مجموعة “5+1” مع إيران حول برنامجها النووي في جنيف “بين ليلة وضحاها”، لكنه أعرب عن الأمل في تحقيق تقدم. وتتهم الدول الغربية إيران بمحاولة صناعة السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني؛ الأمر الذي نفته طهران مرارا، وقالت إنها تحتاج إلى التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية بحتة.