جدد سكان الشاليهات بعين الكحلة ببلدية هراوة، مطلب ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وأخذ بعين الاعتبار الوضعية الصعبة التي يقيمون فيها منذ عشر سنوات كاملة، مشيرين إلى أن ال 1432 سكنا المنجزة من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء، والقريبة من موقع الشاليهات، أصبحت جاهزة لاستقبالهم كونهم أحق بها من غيرهم. وفي هذا الصدد، أكد ممثل لجنة الشاليهات، السيد مراد خلفاوي ل “المساء”، أن العائلات ال 317 المنكوبة جراء زلزال 2003 والمقيمة بموقع عين الكحلة، تنتظر من السلطات المعنية الإسراع في ترحيلها ووضعها ضمن قائمة استعجالية، بالنظر إلى طول المدة التي قضتها في الشاليهات، رغم المشاريع العديدة التي أنجزت على مستوى بلدية هراوة وسلمت لغيرها، عكس ما كان مبرمجا، حيث تم ترحيل دفعتين منها 31 عائلة في عام 2006، ودفعة أخرى سنة 2011، بينما لاتزال أكثر من 300 عائلة تنتظر لحد الآن. وحسب المتحدث، فإن العائلات المتواجدة بموقع عين الكحلة تابعة لتسع دوائر منها؛ حسين داي، الرويبة، الدار البيضاء، سيدي أمحمد، باب الوادي، والكاليتوس، حيث تم ترحيلها مؤقتا إلى شاليهات عين الكحلة، غير أن مكوثها دام عشر سنوات كاملة، بسبب تماطل السلطات المعنية في التعجيل بترحيلها وعدم تجسيد الوعود التي قدمت للمنكوبين، رغم وجود 1432 وحدة سكنية جاهزة بهراوة، في حين أن عدد العائلات المنكوبة لا يتجاوز 317 عائلة، يضيف ممثل العائلات. وذكر السيد خلفاوي أن العائلات التي تعيش وضعية صعبة داخل الشاليهات بموقع عين الكحلة، قررت التنسيق مع سكان مواقع أخرى تتمثل في موقعين بالرغاية، واحد في الرويبة، واحد بعين الكحلة وثلاثة في برج البحري من أجل المطالبة بحقهم في السكن بطريقة جماعية وإيصال صوتهم للمسؤولين. من جهة أخرى، دعا المنكوبون بموقع عين الكحلة رئيس الجمهورية إلى التدخل لحل مشكلتهم المتمثلة في ضرورة إسكانهم، متسائلين عن مصير الرسائل ال 113 التي أرسلت للسلطات المعنية من أجل تسوية وضعيتهم السكنية منذ زلزال 21 ماي 2003. وفي هذا الصدد، أوضح هؤلاء أن السلطات المحلية قامت بإحصائهم عدة مرات دون نتيجة، حيث لا يزالون داخل شاليهات تشبه الحاويات، في ظروف غير لائقة تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، متسائلين عن مصيرهم في وقت يتم ترحيل السكان في مواقع أخرى إلى سكنات محترمة. ولم يفوت المنكوبون فرصة التطرق إلى ما آلت إليه وضعية الشاليهات، حيث أشاروا في الرسالة إلى أن لا شيء يصمد أمام الأمطار التي تخترق جدران الغرف في فصل الشتاء، بينما ترتفع درجة الحرارة فيها بشكل لا يطاق صيفا، فضلا عن انتشار القوارض والكلاب المتشردة التي أصبحت هاجس السكان، خاصة أثناء الليل، إلى جانب اعتداءات المنحرفين وتآكل الشاليهات التي انقسم بعضها إلى جزئين، بعد أن غمرتها مياه الصرف الصحي التي تسببت في انتشار الأمراض، منها الحساسية والربو. وقد عبر هؤلاء عن أملهم في أن يكون لهم نصيب من الحصص السكنية التي ستوزعها ولاية الجزائر خلال عملية الترحيل القادمة التي ستمس العائلات القاطنة بالبنايات الجاهزة، البيوت الهشة، القصديرية، الأسطح والأقبية.