دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، إلى ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي الدائم من مادة الدم للمرور إلى مرحلة نوعية في الإنتاج الصناعي لمشتقات الدم وإنتاج الأدوية وليدة الدم، وأضاف الوزير، بمناسبة اليوم الوطني للمتبرعين بالدم، أنه رغم العراقيل التي واجهها، فإن قطاع الصحة يحمل مؤشرات المستقبل الزاهر في مجال حقن الدم، مستشهدا بالنتائج المسجلة خلال العشرية الأخيرة والتي سمحت بتنمية وتوفير كفاءات بارزة في مجال طب حقن الدم. وأبرز عبد المالك بوضياف، في كلمة ألقاها أمام المشاركين في حفل رسمي تكريمي نظم على شرف المتبرعين بالدم، أمس، بفندق الأوراسي بالعاصمة، أن عملية التبرع بالدم ترتكز على مبادئ أخلاقية مرتبطة بعدم كشف الهوية يفرضها الطابع التبرعي بالدم، غير أن التبرع –يضيف الوزير– يجب أن يكون بشكل دوري مرتين على الأقل في السنة لأنه لا يمكن الحفاظ على الدم لمدة طويلة وهو ما يجعل الضرورة ملحة لإيجاد متبرعين جدد بالعدد الكافي وبصفة منتظمة ودائمة وهو الشرط الأساسي لضمان تغطية كل حاجياتنا من الدم. ولاحظ بوضياف في هذا الصدد أن جزءا كبيرا من الدم المتبرع به يبقى مرتبطا بالتضامن العائلي، وينبغي السعي إلى التغيير التدريجي والجذري لهذا النمط لاستبداله بالتبرع التطوعي، مشيرا إلى أنه للتمكن من التكفل بتغطية الحاجيات من هذه المادة الحيوية، لمختلف المصالح العلاجية، تبقى ترقية التبرع من أولويات مصالح ومراكز حقن الدم. وأبرز المتحدث أهمية التبرع بالدم الذي قال إنه السبيل الوحيد للعلاج بل وللبقاء على قيد الحياة لمن يشكون من نقص في بعض المكونات الدموية نتيجة مرض مزمن أو تعرض لحادث ما، كما يسمح بمعالجة الكثير من الأمراض مثل سرطان الدم والهيموفيليا والعديد من الأمراض الأخرى إضافة إلى حالات النزيف الحاد الناجم عن مختلف الحوادث. وخلال ندوة صحفية مقتضبة، نشطها على هامش حفل تكريم المتبرعين بالدم، جدد عبد المالك بوضياف سعي دائرته الوزارية إلى تجسيد المبادرة التي تقدم بها، فور استلام مهامه على رأس القطاع والمتمثلة في اعتماد منهجية جديدة أفضت إلى نزول إطارات الوزارة إلى الميدان للوقوف عن كثب على وضعية المؤسسات والهياكل والتعرف على حال القطاع بالتدقيق. وشدد في السياق على أهمية العمل المتواصل الرامي إلى أنسنة المستشفيات لاسيما مصلحة الاستعجالات التي تعكس الوجه الحقيقي للمستشفى. كما حرص المتحدث على أن تشمل الاستراتيجية الجديدة التي يتبناها القطاع، جميع المستويات، من أجل إحداث قطيعة نهائية مع ندرة الأدوية واللقاحات، مشيرا إلى أنه أمر مدراء الصحة عبر الولايات والمسؤولين على مستوى المستشفيات والمؤسسات الصحية باعتماد منهجية تختلف عن تلك التي كانت متبعة سابقا من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. وبخصوص التكفل بمرضى السرطان، أكد بوضياف أن مراكز خاصة بعلاج هؤلاء المرضى ستفتح قريبا داخل المستشفيات، بالإضافة إلى فتح مراكز جديدة لعلاج السرطان "كاك" بكل من سطيف، باتنة وعنابة، بالإضافة إلى فتح مركزين تابعين للقطاع الخاص بكل من قسنطينة والبليدة، علما أن هذا الأخير دخل الخدمة. للإشارة، فقد تم خلال إحياء اليوم الوطني للمتبرعين بالدم، الذي يصادف ال25 أكتوبر من كل سنة، تكريم أكبر متبرع عبر الوطن وهو السيد حاجم من ولاية أدرار، بحضور ممثلين عن الوكالة الوطنية للتبرع بالدم والفيدرالية الوطنية للمتبرعين بالدم والرئيس المدير العام لشركة سونلغاز، فضلا عن ممثلة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.