يطالب سكان عدة أحياء ببلدية الشراڤة السلطات المحلية، بالتكفل بمشكل النفايات التي تراكمت بصفة ملفتة للانتباه، خاصة ببوشاوي 2 وبوشاوي 3، حيث أصبحت الوضعية بهما لا تطاق بسبب الانتشار المحسوس للقمامة التي تحولت إلى ديكور يومي، نتيجة التأخر في رفعها لمدة تزيد عن أسبوع أحيانا. ففي الوقت الذي ألح الوالي الجديد للعاصمة، السيد عبد القادر زوخ، على ضرورة التكفل بمشكل النفايات وفرض النظافة في الأحياء في أول خرجة له بعد تنصيبه على رأس ولاية الجزائر، إلا أن بعض البلديات ما تزال تحدث الاستثناء، على غرار بلدية الشراقة التي اشتكى سكان بعض أحيائها من الوضع الذي آلت إليه، خاصة بالنسبة لحي 162 سكنا ببوشاوي 3 وكذا بوشاوي 2. وذكر بعض السكان ل «المساء»، أن الوضع ينبئ بكارثة بيئية في الأحياء المذكورة، بسبب الحجم الكبير للنفايات المنزلية التي تراكمت في كل جانب، في صورة توحي بأن الأمر يتعلق بمفرغة عمومية للقمامة التي تناثرت أمام العمارات وعلى الأرصفة ووصلت إلى حد الطرق، نظرا لتراكمها لأزيد من أسبوع لأسباب يجهلها المواطنون الذين عبروا عن قلقهم من هذه الوضعية التي باتت تشوه منظر الحي، وأدت إلى انتشار الروائح الكريهة، إلى جانب الحيوانات الضالة والجرذان. وفي هذا الصدد، أوضح بعضهم أن الكلاب الضالة والقطط وجدت ضالتها في النفايات التي ساعدت على تناثرها في كل مكان، مما جعل السكان يلجؤون إلى إلصاق الأكياس السوداء بالجدران لإبعادها عن القطط الضالة والكلاب المتشردة، مشكلين بذلك ديكورا من أكياس القمامة التي زادت من تشوه المنظر العام للأحياء المذكورة. وقد عبر المتحدثون عن مخاوفهم من انتشار الأمراض والعدوى التي تنقلها مختلف الحشرات، كالبعوض والحيوانات التي أصبحت تشكل خطرا على سكان الحي وعابري الطريق، خاصة عندما تقل الحركة أثناء الليل وخلال ساعات النهار الأولى، خاصة في بعض الأماكن التي يرمى فيها أصحاب المحلات نفاياتهم، على غرار عظام اللحم التي يتخلص منها أحد الجزارين في الصباح الباكر والتي تجلب إليها عددا معتبرا من الكلاب والقطط المتشردة. وما زاد من تدهور الوضع -حسب المشتكين-؛ نقص عدد حاويات القمامة، مما جعل السكان يلجؤون إلى جمع مبلغ من المال واقتناء حاويات لرمي نفاياتهم ومحاولة تنظيف حيهم، بعدما رفعوا شكاوى عديدة لمصالح البلدية من أجل وضع مخطط للنظافة، غير أنها لم تلق آذانا صاغية في غياب الوعي والحس البيئي لدى المواطنين الذين يتخلص بعضهم من نفاياتهم المنزلية بصفة عشوائية وكذا التأخر الكبير في رفعها من قبل عمال النظافة. وفي هذا الإطار، ينتظر السكان تدخلا عاجلا من طرف السلطات المحلية للحد من هذه الوضعية المقلقة، خاصة بعد إعلان ولاية الجزائر الحرب على مثل هذه المظاهر السلبية بكل بلديات العاصمة، من خلال إعداد مخطط لتنظيف الحي وتزويده بحاويات كافية والرفع المستمر للقمامة من طرف عمال النظافة الذين يتحملون كامل المسؤولية. من جهتنا، اتصلنا بنائب رئيس بلدية الشراقة المكلف بالبيئة والنظافة، السيد محمد شايب الراس الذي رفض التعليق هاتفيا على الوضع، طالبا مرافقتنا في الأيام القليلة المقبلة لما تقوم به مصالحه، للحد من هذا المشكل بمختلف أحياء البلدية.