يتوقع أن تشهد مدينة القدسالمحتلة مزيدا من التوتر، بعد إعلان منظمات يهودية متطرفة تنضوي في إطار المؤسسات اليهودية العاملة على إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، عن انتهاء استعداداتها لإدخال "الشمعدان التلمودي" إلى الأقصى خلال اليومين المقبلين. وستحاول هذه المنظمات التي يوجد من بينها "منظمة أمناء جبل الهيكل" إنارة الشمعدان الذي يعتبره اليهود أعظم رمز ديني وتاريخي وسياسي لديهم على مرحلتين أولاهما اليوم والثانية يوم غد الأربعاء كخطوة رمزية تعلن من خلالها عن البدء والإسراع في بناء الهيكل الثالث. وتزامن ذلك مع إعلان منظمات الهيكل المزعوم أنها ستواصل اقتحامها لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين طيلة ما يسمى بعيد المشاعل "الحانوكا" في الفترتين الصباحية وما بعد الظهر. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، أشعل الخميس الماضي، شمعدان الحانوكا عند حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى المبارك. وتبعه وزير الداخلية، جدعون ساعر، كما أنار وزير الاستيطان اوري أريئيل الشمعدان عند رباط الكرد وقف الشهابي وهو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى في الوقت الذي قامت فيه الحاخامية العليا بجولة في الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل الأقصى المبارك وتهدد أساساته. وتعد كل هذه أعمالا استفزازية واعتداءات صارخة على أقدس المقدسات الإسلامية التي تبقى تئن تحت وطأة الاعتداءات اليهودية التي لا تجد من يصدها سوى فلسطينيين ومرابطين بالمسجد سلاحهم الوحيد الحجارة للدفاع عن الأقصى الشريف. ومن جهة أخرى، رفعت مصادر حقوقية فلسطينية، أمس، النقاب عن حقيقة ما تقترفه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية من قمع ممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين المحرومين أصلا من أدنى الحقوق التي يكفلها لهم القانون الدولي. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية قامت بتنظيم تدريبات عسكرية لوحداتها الخاصة بقمع الأسرى الفلسطينيين في قسم المرضى بمعتقل "الرملة". وذكر النادي في بيان صحفي أصدره، أمس، أن "تدريبات جرت في ساعات متأخرة من الليل تضمنت اقتحام الوحدات المذكورة للغرف والعبث بمقتنيات الأسرى المرضى ومضايقتهم لمدة أربع ساعات متواصلة على الأقل". وهو ما أكده الأسير المريض رياض العمور الذي قال إن "أوضاع الأسرى في سجن الرملة تزداد سوءا فقد سمعنا وعودا كثيرة من الخارج ونأمل أن يمهلنا المرض بعض الوقت حتى نتحقق من صحة هذه الوعود". وأكد أن الأسرى المرضى يبحثون إمكانية الدخول في خطوات تستهدف تحريك قضيتهم والوصول إلى نتائج قد تريح بعضهم وتؤمن العلاج اللازم لهم. وفي سياق متصل، أشار نادي الأسير إلى أن ثلاثة من الأسرى المرضى في معتقل "إيشل" يعانون وضعا صحيا خطيرا للغاية وتتدهور صحتهم بصورة مستمرة خاصة وأنهم يعانون أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي والسرطان والتنفس. وأكد البيان أن إدارة معتقل "إيشل" فرضت على بعض الأقسام عقوبات تنكيلية بحق الأسرى شملت حرمانهم من الزيارة لمدة شهر وسحب جميع الأدوات الكهربائية من غرفهم.