من المقرر، أن تفرج حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عن ثاني دفعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى المنصوص عليهم في اتفاق تفعيل مفاوضات السلام بين الجانبين قبل نهاية الشهر الجاري. وأكد زياد أبو عين، رئيس الديوان بوزارة شؤون الأسرى الفلسطينية، أن الالتزام بالموعد المذكور "أمر جرى تأكيده من قبل الجانبين الإسرائيلي والأمريكي". وكانت حكومة الاحتلال، أفرجت منتصف شهر أوت الماضي عن 26 معتقلا فلسطينيا كدفعة أولى من أصل 104 أسرى وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم، في سياق استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين نهاية جويلية الماضي برعاية أمريكية. ولكن ذلك لم يمنع المسؤول الفلسطيني من اتهام إسرائيل بالتراجع عن التفاهمات الخاصة بتشكيل لجنة ثنائية تتولى وضع معايير وأسماء المعتقلين المقرر الإفراج عنهم. وقال إن "تشكيل هذه اللجنة كان أحد بنود التفاهمات المركزية التي قادت إلى استئناف المفاوضات، إلا أن إسرائيل تراجعت عنها". وأضاف، أن الحديث عن موضوع الأسرى يقتصر حاليا على لقاءات المفاوضات الرسمية التي تعقد على مستوى طاقمي التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي. ولفت أبو عين، إلى أن وفد التفاوض الفلسطيني لم يتلق لحد الآن الرد الإسرائيلي على طلبه بالإفراج عن المعتقلين المرضى داخل سجون الاحتلال، إلى جانب الدفعة المقبلة من قدامى الأسرى الفلسطينيين. وتعتقل إسرائيل حوالي 4600 فلسطيني من بينهم العشرات، أمضوا أكثر من عشرين عاما قيد الاعتقال ويتعرضون لأسوء وأبشع المعاملات التي لا تحترم أدنى مبادئ القانون الدولي، فيما يتعلق بمعاملة الأسرى. لكن إسرائيل التي تمد يد السلام من جهة، تواصل من جهة أخرى اعتداءاتها التي تكاد تكون شبه يومية ضد كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة. وفي هذا السياق، أقدم مستوطنون يهود من مستوطنة "راموت" المقامة على أراضي قرية بيت أكسا في شمال غرب مدينة القدسالمحتلة أمس، على إحراق سيارتين والاعتداء على مسجد القرية. وأكد شهود عيان، أن "عددا من المستوطنين اليهود اقتحموا القرية وقاموا بإضرام النار في سيارتين، تعود ملكيتهما لمواطنين فلسطينيين، كما قاموا بكتابة شعارات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعبارات تدعو للانتقام على الحائط الأمامي لمسجد القرية". كما حاول المستوطنون اقتحام المسجد وخلع بابه الرئيسي، إلا أن تواجد المصلين بداخله حال دون تحقيق مأربهم. وصعد المستوطنون اليهود بدعم من قوات الاحتلال منذ مدة حملاتهم المسعورة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يسعون جاهدين إلى انتزاع الصفة الإسلامية عنه وتحويله إلى مكان عبادة خاص بهم. كما دعت ما يعرف بمنظمات "الهيكل المزعوم" اليهودية ونشطاء في حزب الليكود اليميني المتطرف والحاكم اليهود أمس، إلى مشاركة أكبر في عمليات اقتحام الأقصى المبارك المخطط لها لمدة أسبوع كامل، بدءا من بعد الخميس بمناسبة ذكرى ما يسمى "الصعود إلى جبل الهيكل". وكانت هذه المنظمات شرعت منذ أول أمس، في نشر إعلانات خاصة بمختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي، لحثّ المستوطنين اليهود على المشاركة بقوة في فعاليات خاصة بهذه المناسبة. كما دعت جميع منتسبيها وجموع اليهود المستوطنين إلى الصعود إلى ما تسميه "جبل الهيكل"، بما يعني اقتحام الأقصى لأداء ما تسميه ب«صلاة الشحاريت" بداخله، ليتكرر مجددا مشهد تدنيسه أمام أعين العالم العربي والإسلامي الذي لا يحرك ساكنا لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكأن مسؤولية الدفاع عنه ملقاة فقط على عاتق المقدسيين.