أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، السيد هنري انشر، أنه من مصلحة بلاده أن تكون الجزائر مستقرة ورائدة في المنطقة. مشيرا إلى أن واشنطن تواصل دعمها لمصالح الجزائر ومصالحها أيضا في إطار الخدمة المشتركة، في حين جدد التأكيد على احترام الخيارات السياسية للجزائر وسيادتها، لاسيما مع قرب تنظيم الانتخابات الرئاسية. وعبر السفير الأمريكي الذي نشط، أمس، ندوة صحافية بمقر السفارة عن تفاؤله لتطوير التعاون الثنائي، مضيفا أن إطلاق الحوار الاستراتيجي يشجع على الذهاب بعيدا بمستويات هذا التعاون. وحول هذه النقطة لم يعط السيد انشر تاريخا محددا بخصوص زيارة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية جون كيري لبلادنا، مكتفيا بالقول أن كل طرف يعملفي إطار مجموعة من المعطيات. كما أشاد السفير الأمريكي كثيرا بمستوى التعاون الأمني بين البلدين، مؤكدا أن بلاده تعتمد كثيرا على الحكومة الجزائرية من أجل تأمين مواطنيها مع احترام كافة الجهود المتخذة في هذا المجال. وكشف في هذا الصدد عن لقاء جمعه مؤخرا بوزير الداخلية، حيث أثنى على الجهود التي تبذلها الجزائر. وغير بعيد عن الشق الأمني، أشار السيد انشر فيما يتعلق بالإفراج عن معتقلي غوانتانامو إلى إجراء مشاورات مكثفة مع الجزائر لاستعادة كافة مواطنيها، مغتنما الفرصة لتوجيه شكره للحكومة الجزائرية نظير تعاونها وتعاملها مع المعتقلين وفق القوانين الجزائرية. وفي رده على سؤال حول إمكانية مغادرة إحدى الشركات الأمريكيةالجزائر لأسباب أمنية عقب الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية لتيقنتورين، نفى السفير الأمريكي تلقيه معلومات من هذا القبيل في الوقت الذي جدد فيه دعم واشنطن لكل الجهود المنصبة في إطار التصدي للتهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة على مستوى دول الجوار. وأوضح أنه من الضروري "أن نفهم في المواقف الصعبة أن الدول التي تمر بظروف صعبة بحاجة إلى دعم دول أخرى للحفاظ على أمنها وسيادتها وأن أي تدخل أو مرافقة، لا بد أن يجنب المساس بالسيادة وبالمقابل منع الإرهابيين من المساس بأمنها". وبخصوص دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لمرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، جدد السيد انشر التزام بلاده بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مضيفا أنها ستتعامل مع أي مرشح أو حكومة ينتخبها الشعب بكل شفافية. كما أشاد بدعوة الجزائر لملاحظين دوليين خلال الانتخابات التشريعية الماضية، واصفا ذلك بالأمر الجيد كونه يضمن "الشفافية والعدالة". وفي رده على سؤال بخصوص اللقاءات التي يجريها مع ممثلي بعض الأحزاب السياسية، لا يرى السفير الأمريكي أي عيب في ذلك، طالما أنه يمثل وسيلة للتقرب من أطياف المجتمع الجزائري ويعمق المعرفة عن الجزائر، مضيفا في هذا الصدد أن دور الدبلوماسيين هو فهم الدولة التي يعتمدون فيها، وأنه حتى سفراء الجزائر في الخارج يجرون مثل هذه اللقاءات. وأعطى مثالا في هذا الصدد عن سفير الجزائربواشنطن، الذي قال عنه بأنه يعرف المجتمع الأمريكي أكثر منه.وفي مجال التعاون الاقتصادي، أكد السفير الأمريكي أن الشراكة تمثل أساس العلاقات الثنائية، مؤكدا على تسجيل أهداف كثيرة في هذا المجال "ولدينا أفاق جديدة"،واستدل في هذا الصدد بالاتفاقات المبرمة في مجال الفلاحة وإنتاج الكهرباء والتزام مؤسسات أمريكية لنقل التكنولوجيا إلى الجزائر. وأضاف في هذا الإطار أن الجزائر ليست ثرية فقط بمواردها الطبيعية بل أيضا بطاقاتها البشرية وأن ضمان تطورها مرتبط أيضا باتخاذ القرارات الصائبة. واغتنم هذه المناسبة للتأكيد على مساندة واشنطن لجهود الجزائر للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة. وبخصوص الاستثمارات الأمريكيةبالجزائر، أكد السيد انشر أنه من المهم أن تكون هناك إمكانيات تسمح للاستثمارات الأمريكية بتحويلات مالية بنسب كاملة، مبديا معارضته للقاعدة 51 /49 التي وصفها بغير المناسبة. ودعا في هذا الصدد إلى مراجعتها مستقبلا. وفي المقابل تحدث السفير عن استثمارات أمريكية واعدة لاسيما في قطاع الصيدلة والمجال البنكي.وفي ره على سؤال حول فتح جامعة أمريكية بالجزائر على غرار ما هو موجود في العديد من الدول، أبدى السيد انشر موافقته الكاملة لهذه الفكرة، مشيرا إلى ضرورة تكفل هيئة جزائرية بهذه المهمة، غير أنه أوضح انه لم يسبق لأي احد أن تقدم بهذا الطلب. في الوقت الذي أكد فيه على العمل مع مؤسسات عامة وخاصة لتشجيع تعليم اللغة الانجليزية على المدى الطويل.وعن إجراءات منح التأشيرات قال إنه تم إدخال تسهيلات للحصول عليها وأن القنصل هو المخول الوحيد بإعطاء الموافقة أو العكس، مؤكدا أنه يجب على طالب التأشيرة أن يقدم تبريرات مقنعة حول أسباب سفره إلى الولاياتالمتحدة. كما أشار إلى أن عدد التأشيرات الممنوحة خلال هذه السنة يتجاوز بكثير عدد السنة الماضية 2012. وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، جدد السفير الأمريكي موقف واشنطن الذي وصفه بالمنسجم مع قرارات منظمة الأممالمتحدة، كما أشار إلى أن نقاشا يجري بخصوص مسألة حقوق الإنسان في هذه المنطقة مع المنظمة الأممية.