أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية استعدادا أكبر لدعم التعاون الثنائي مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وأعربت مؤخرا عن رغبتها في تقديم المساعدة للقوات الجزائرية في مجال تبادل المعلومات الأمنية، من أجل مطاردة العناصر الإرهابية داخل الجزائر وعلى حدودها، والتمكن بالتالي من وضع حد لهذه العناصر الخطيرة وفي مقدمتها الإرهابي "مختار بلمختار" الذي أدرجته واشنطن في قائمة المطلوبين. فاستنادا إلى موضوع نشرته جريدة "نيويورك تايمز"، أمس، فإن السفير الأمريكي بالجزائر السيد هنري انشر وكذا عدد من الخبراء الأمريكيين والمسؤولين في مجال مكافحة الإرهاب، اقترحوا مؤخرا تبادل المعلومات مع القوات الأمنية الجزائرية من أجل مساعدتها في القضاء على المسلحين على أراضيها والمناطق القريبة من حدودها. واعتبرت الجريدة أن هذا التحرك الأمريكي لعرض المساعدة على الجزائر يعكس الدعم والتأييد المتناميين داخل الإدارة الأمريكية من أجل اتخاذ المزيد من الخيارات القوية ضد المتطرفين في المنطقة، وخاصة بعد الهجوم على القاعدة الغازية لتيقنتورين بإن أمناس في 16 جانفي الماضي. مشيرة إلى أن طبيعة التعاون في مجال تبادل المعلومات الذي تقترحه واشنطن على الجزائر، يشمل على وجه الخصوص تزويد مصالح الأمن الجزائرية بمعلومات خبراتية من قبل طائرات بدون طيار أمريكية، لاسيما تلك التي تشارك حاليا في مهام التزويد بالمعلومات والمراقبة في المهمة العسكرية التي تقودها فرنسا في مالي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تأكيدهم على أن السفير الأمريكي هنري انشر حث في وثيقة مرسلة لوزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، على ملاحقة الإرهابي "مختار بلمختار" الذي يعتبر العنصر المدبر للاعتداء الإرهابي على قاعدة تيقنتورين، واقترح على الإدارة الأمريكية عرض خبرتها على الجزائر، ولاسيما مدها بالمعلومات الأمنية "في حال قبلت الجزائر السماح لواشنطن بتحليق طائرات بدون طيار عبر حدود أراضيها مع مالى". وبالمناسبة، أبرزت "نيويورك تايمز" طبقا لمصادرها موقف الجزائر الرافض للتدخل في سيادتها متوقعة رغم ذلك أن تتجسد عمليات التعاون بين البلدين في مجال تبادل المعلومات الأمنية قريبا، وذلك بالنظر إلى التوافق الكبير المسجل خلال اجتماع نواب الأمن القومي في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي بين صناع السياسة ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية حول ضرورة ملاحقة الإرهابي "مختار بلمختار" وباقي عناصر التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة، مشيرة في نفس السياق إلى التأييد الواسع الذي تحظى به هذه الفكرة من قبل المسؤولين البارزين في البنتاغون. ويجدر التذكير بأن الجزائر التي نجحت في التصدى للاعتداء الإرهابي الذي استهدف القاعدة الغازية بإن أمناس، بفضل احترافية وجاهزية جيشها الوطني الشعبي، ودون قبول أي تدخل أجنبي تحت غطاء "تقديم المساعدة"، ظلت وتبقى ترفض أي مساس بسيادتها، وسيادة أراضيها وأجوائها أو التدخل في شؤونها الداخلية أو شؤون أي دولة سيدة ولاسيما منها دول الجوار، مستعينة بتجربتها الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب التي اكتسبتها في حربها ضد هذه الآفة خلال فترة قاربت العقدين، غير أنها ظلت في نفس الوقت تنادي بضرورة تقوية الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، من خلال التعاون الأمني الذي يرتكز على التنسيق الخبراتي وتبادل المعلومات وتكثيف برامج التكوين والتدريب لفائدة قوات الأمن التابعة للدول المعنية بمكافحة الآفة، لتمكينها من التصدي لها دون الحاجة لتدخلات أجنبية.