أكّد المشاركون في الملتقى الوطني حول الأدب والثورة الجزائرية الذي احتضنته جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أول أمس، أنّ الكلمات إبان الثورة التحريرية المجيدة كان لها وزن يكاد يعادل وزن الرصاص، لاسيما عندما تكون منتقاة بشكل جيد ونابعة من القلب، حيث أكّد البروفيسور إسماعيل سامعي عميد كلية الآداب، أنّ الأدب والرؤية المستقبلية لبعض المؤلفين ساهما في تنشيط الحماس القومي الذي قاد إلى الكفاح المسلح، ثم إلى نيل استقلال البلاد. فعاليات الملتقى الوطني الأوّل حول "الأدب والثورة الجزائرية الرؤية والتشكيل" عرف يومه الأوّل مشاركة مميزة ل 30 أستاذا ومحاضرا ومجاهدين من كامل التراب الوطني، لإثراء فعاليات هذه التظاهرة الفكرية والأدبية التي أشار بشأنها إسماعيل سامعي إلى أنّ الأثر الهام للأدب يكمن في بروز ونشر الروح الوطنية وكذا الوعي القومي بين الشعب الجزائري، مضيفا أنّ الثورة الجزائرية مثّلت رمزا للحركية والتواصل مع الحياة بعد أن احتلت مكانة مرموقة في المنجزات الأدبية الجزائرية والعربية، حيث كتبت حولها نصوص انفتحت على القضية، المعنى والرمز، كانت ولا تزال محفّزا للقراءة والدراسة، إذ تمحورت حول عدة قضايا أنتجتها الثورة، فاستدعت سؤالا جوهريا عن دلالات الثورة وأبعادها. من جهتهم، قال المشاركون من أساتذة ومحاضرين، أنّ الثورة الجزائرية احتلت مكانة بارزة في الإنتاج الأدبي الجزائري والعربي، مشدّدين على ضرورة أن تكون الكلمات قوية للتعبير عن قيم الحرية، البطولة والتضحية، حيث تطرّق الدكتور حبيب منسي المختص في مجال النقد في محاضرته أمس، إلى ضرورة إيصال أفكار الثورة الجزائرية للأجيال القادمة عن طريق الرواية، المسرح والشعر، معتبرا أنّ هذه الوسائط هي الرئيسية التي يعوّل عليها لنقل هذا الزخم للأجيال القادمة، وأضاف المتحدّث أنّ المسافة التي تفصلنا عن الثورة هي 50 سنة، أي على الأقل عمر ثلاثة أجيال، وجب إيصال حرارة المواقف لها ولا يمكن للتاريخ إيصالها بل تعتمد على حرارة الشعر، الرواية والقصة، مستندا إلى ثلاثية محمد ديب وغيره من الأدباء والكتاب الذين بأعمالهم الأدبية والفنية مكّنوا الجيل الذي لم يعايش الثورة الجزائرية من معايشتها ومعرفتها عن قرب بواسطة أعمال فنية، على غرار مسلسل "دار السبيطار" وغيره من الأعمال الأخرى. وعرف الملتقى مناقشة عدة محاور هامة، أوّلها التحولات الفكرية والفنية لمفهوم الثورة في الأدب ومحور "الأدب والثورة، الرؤية والموقف"، زيادة على مناقشة محور "الأدب والثورة، التغيير والاستشراف" مع "تاريخية النص الأدبي الثوري"، إلى جانب "انفتاح النص الأدبي الثوري على قضايا الآخر"، إضافة إلى "جماليات النص الأدبي الثوري" و”النص الأدبي والسياق الأسطوري للثورة الجزائرية" زيادة على محور "الثورة الجزائرية في نصوص ما بعد الاستقلال" و”الثورة الجزائرية في الإبداع العربي".