يأمل حرفيو الخزف الفني في وضع لمساتهم الفنية في مشروع إنجاز جامع الجزائر بالعاصمة، حسبما ذكره عارضون في الصالون الوطني للصناعة التقليدية بوهران، والذي أشرفت على تنظيمه مؤخرا غرفة الصناعة والحرف لوهران، بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية تحت إشراف المجلس الشعبي الولائي واحتضنه مركز الاتفاقيات “محمد بن أحمد”. حيث تقربت الجمعية الوطنية لصناع الخزف والفخار “أيادي الجزائر” مؤخرا، من المكلفين بهذا المشروع الضخم، وقدمت ملفا لمكتب الدراسات لتمكين صناع الخزف الفني من تقديم إبداعاتهم في هذا الصرح الديني الذي خصصت له مساحة 5 آلاف متر مربع، لهذا النوع من الفنون حسبما أفاد به الأمين العام للجمعية. ويحتوي الملف على إبداعات صناع الخزف وإسهاماتهم الفنية في بعض المشاريع الوطنية، ومشاركتهم في التظاهرات الوطنية والدولية والجوائز التي تحصلوا عليها حسبما أوضحه الخزفي شنوفي محمد، وتضم هذه الجمعية عددا كبيرا من المختصين في الخزف الفني من 15 ولاية ومختصين آخرين في الفخار يمثلون 35 ولاية، حيث أبدعوا في تقديم صورة رائعة عن هذين الفنيين، مما جعل صناع الخزف الفني بالجزائر ينالون الجائزة الأولى في معرض بإسبانيا في سنة 2003 بالنظر إلى أهميته وخصوصيته الجمالية وفق ذات المصدر. ولترقية الخزف الفني والفخار الجزائريين ستشرع هذه الجمعية خلال سنة 2014 في تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصناع القدامى والجدد، وخريجي مراكز التكوين المهني في شتى الميادين منها التصميم، التدوير والتزيين، لإثراء معارفهم واكتساب خبرات جديدة وتقنيات حديثة، يقول الأمين العام لجمعية “أيادي الجزائر”. ولدعم الحرفيين تعمل الجمعية على التفكير في إيجاد صيغة لاقتناء المواد الأولية والمعدات بأسعار منخفضة، وذلك عن طريق الشراء الجماعي حتى يكون ثمن المنتوج المسوق في متناول المستهلك حسب السيد شنوفي محمد. وفي نفس السياق، تعتزم أيضا توسيع صفحات موقعها على الأنترنت للتعريف أكثر بالخزفيين وبإبداعاتهم الفنية وأنشطتهم، ونشر عروض إشهارية لبعض المعدات والآلات الخاصة بهذين الاختصاصين، وكذا تمكين الخزفيين من تسويق منتجاتهم مباشرة عبر الأنترنت، فضلا عن إصدار مجلة كل شهرين حول تاريخ تطور الخزف الفني والفخار بالجزائر، وأنشطة الصناع وتطلعاتهم لترقية هذين الفنيين، وكذا تنظيم معارض يضيف ذات لمصدر. للتذكير فقد تم تخصيص جناح في الصالون الوطني للصناعة التقليدية بوهران، لعرض مختلف المنتجات الخزفية والفخارية التي تبرز براعة صنّاعها الذين استعملوا مختلف التقنيات والألوان والتصاميم التي شدت أنظار الزوار الذين لم يتوانوا في اقتنائها.