يواجه سكان سويدانية، نقصا كبيرا في المرافق التي لم تعد تلبي حاجيات السكان الذين تزايد عددهم في السنوات الأخيرة، ففي الوقت الذي اتسع المحيط العمراني للبلدية التي تتربع على 14 كيلومترا مربعا، فإن ذلك لم يرافقه تجسيد المشاريع المتأخرة، الذي انعكس على التنمية والإطار المعيشي للمواطنين الذين استغل بعضهم الزيارة الأخيرة لوالي العاصمة للتعبير عن انشغالاتهم العديدة. وفي هذا الصدد أوضح عدد من المواطنين ل ”المساء” أن بلديتهم لا تزال تنقصها العديد من المرافق الضرورية، مما جعلها تبدو أشبه بقرية أكثر مما هي مدينة، رغم أنها إحدى بلديات العاصمة وتابعة للمقاطعة الإدارية لزرالدة منذ التقسيم الإداري لسنة1997، مشيرين إلى أن استقرار المجلس الشعبي البلدي الذي حافظ على رئيسه لثلاث عهدات متتالية لم يحقق بعد ما يصبو إليه سكان عدة أحياء، الذين ينتظرون من المسؤولين المحليين تحسين إطارهم المعيشي وتوفير فرص العمل للشباب الذين يواجه أغلبهم البطالة والعزلة، وهذا في الوقت الذي لم يتم بعد توزيع مئة محل رغم أنها جاهزة والتي تحولت -حسب بعضهم- إلى مكان للعب ”الدومينو” عوض استغلالها في نشاطات تجارية وخدماتية لتقليص حجم البطالة. من جهة أخرى أشار هؤلاء إلى أن بلديتهم لا توجد بها أسواق جوارية، مما جعلهم يتنقلون إلى وسط المدينة لاقتناء حاجياتهم الضرورية أو إلى البلديات المجاورة، خاصة أن أغلبية محلات وطاولات السوق لازالت غير مستغلة بسبب رفض أصحابها الالتحاق بها بحجة أنها واقعة في مكان غير مناسب ولا يقصده الكثير من الزبائن.
دراسة جيوتقنية لمشكل انزلاق التربة على صعيد آخر، ذكر المتحدثون أن خدمات النقل ببلديتهم لم ترق إلى المستوى المطلوب بسبب غياب محطة لائقة لنقل المسافرين، بالإضافة إلى نقص المرافق الترفيهية والثقافية والرياضية بالمنطقة التي تواجه مشكل انزلاق التربة بكل من حي بودربالة، النخلة وروخي عبد الرحمن، وهو ما أشار إليه مدير البناء والتعمير السيد علي بن ساعد، الذي كشف خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الوالي للمنطقة عن دراسة جيوتقنية توشك على الانتهاء، لمشكل انزلاق التربة بالسويدانية من أجل اتخاذ الترتيبات اللازمة المتعلقة بالتعمير وتجنب الأخطار بهذه المدينة التي انطلق بها مؤخرا مشروع إنجاز 1400 مسكن من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري. وفي سياق متصل عبّر الشباب عن قلقهم من الظروف التي يعيشونها بسبب الفراغ الذي أنهكهم وغياب المرافق الرياضية، كالملاعب الجوارية، القاعات الرياضة، مركز ثقافي ومكتبات للمطالعة، حيث أكدوا أن عدم توفير هذه الهياكل ساهم في انتشار الآفات الاجتماعية، بالإضافة إلى متاعب التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل ممارسة الرياضة والترفيه الذي يحتاجه أيضا الأطفال من خلال إنجاز مساحات خضراء وفضاء للعب. من جهة أخرى لا تزال متاعب سكان حي 100 سكن متواصلة بسبب افتقارهم للغاز الطبيعي الذي جعل أحد المسنين يشتكي الأمر لوالي ولاية الجزائر، مشيرا إلى أن عدم ربط الحي الذي يقيم فيه بالغاز الطبيعي أرهقه، حيث يضطر لجلب قارورات الغاز من المحلات رغم كبر سنه، وهو المشكل الذي تواجهه العائلات القاطنة بالأحياء الفوضوية التي تنعدم بها أدنى شروط العيش الكريم في انتظار استجابة السلطات المحلية لطلباتهما ومنحهما سكنات لائقة.وفي تعليقه على مختلف الانشغالات أرجع رئيس بلدية السويدانية السيد موهوب جوادي في تصريح ل”المساء” الركود التنموي ببلديته إلى ضعف الميزانية التي لم تتجاوز 12 مليار سنتيم بالنسبة للسنة الجديدة 2014. والتي يخصص الجزء الأكبر منها لأجور العمال، فضلا عن انعدام المشاريع التي تجلب مداخيل إضافية لها، حيث تنعدم بها المؤسسات الصناعية والإنتاجية، معتبراً أن التنمية بالبلدية مرهونة بتجسيد منطقة للنشاطات توفر مداخيل إضافية وفرص عمل للشباب الذي أنهكه مشكل البطالة. من جهة أخرى أشار المتحدث إلى أن المجلس طلب من ولاية الجزائر دعم العديد من المشاريع وذلك في تقرير رفع للوالي عقب الزيارة الأخيرة، موضحا أن من بين هذه المشاريع إنجاز محطة برية لنقل المسافرين، تجسيد مشروع ثانوية أخرى لحل مشكل الاكتظاظ ومتوسطتين ومسبح بلدي ومركز ثقافي وغيرها من المشاريع التي ترتقي بالبلدية التي تبدو وكأنها قرية تنتمي للدائرة الإدارية لزرالدة.