يتأكد في كل مرة تسارع فيها إسرائيل إلى إعلان مزيد من المشاريع الاستيطانية أنها غير جادة ولا تملك أي إرادة ولا نية في التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. ففي الوقت الذي يسعى فيه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أمل التوصل إلى هذا الاتفاق قبل حلول شهر أفريل القادم المهلة التي حددتها واشنطن للتوقيع على هذا الاتفاق، لا تفوت حكومة الاحتلال الفرص لتقويض هذه الجهود بوضع مزيد من العقبات. ودليل ذلك إعلانها، أول أمس، عن بناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية ضمن مخطط استيطاني هدفه ابتلاع الأراضي الفلسطينية. وهو ما جعل الرئاسة الفلسطينية تسارع إلى إدانة هذه المستوطنات وتطالب المجموعة الدولية بضرورة التوقف عن التعامل مع إسرائيل وكأنها "دولة فوق القانون". وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن المناقصات الإسرائيلية الجديدة للبناء الاستيطاني دليل واضح على استمرار "التعنت الإسرائيلي" في تعطيل الجهود الأمريكية التي تسعى من أجل إبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واعتبرها بمثابة "لطمة قوية" لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وللمجتمع الدولي. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن خيارها أولا وأخيرا هو المستوطنات والإملاءات وليس السلام والمفاوضات". والمؤكد أن المشاريع الاستيطانية الأخيرة ستزيد في تقويض جهود كيري المهددة بالفشل في أية لحظة بعدما قوبلت مقترحاته الأخيرة بالرفض من الجانبين. ويستعد كيري مجددا للعودة، بداية هذا الأسبوع، إلى فلسطينالمحتلة في جولة هي ال11 من نوعها إلى المنطقة ضمن مسعى آخر لتقريب وجهات نظر فلسطينية وإسرائيلية هي الأصل متباعدة حد النقيض. ومع استمرار التعنت الإسرائيلي جددت الرئاسة الفلسطينية موقفها بأنه لا اتفاق ولا سلام مع إسرائيل من دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "إننا لن نقبل بأقل من عودة القدس الشرقية فلسطينية خالصة ولن نقبل بحذف لا القدس ولا اللاجئين ولا أي ملف من ملفات المفاوضات إلى جانب إطلاق سراح جميع الأسرى" الفلسطينيين لدى إسرائيل. واستؤنفت مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل نهاية جويلية الماضي برعاية أمريكية على أن تستمر حتى نهاية أفريل القادم بعد توقف استمر حوالي ثلاثة أعوام. ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة عاصمة لدولتهم المستقبلية فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.