ترحل تشكيلة جمعية وهران إلى ملعب 20 أوت بالعاصمة لمواجهة المضيف نصر حسين داي، تحت شعار “التأكيد والتعويض”، لتأكيد الريادة التي تحتلها منذ جولة فقط عقب تعثر الرائد اتحاد سيدي بلعباس، حيث تود أن تعمر فيها أطول مدة ممكنة، أما التعويض عن الخيبة في منافسة الكأس التي خرجت منها مبكرا بإقصاء مرّ لم يتجرعه “الجمعاوة” كلهم، ولو أن اللعب على الجبهتين أمر صعب عليهم، بالنظر إلى التعداد الذي إن وفّق لحد الآن في إسماع كلمته في البطولة، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى تدعيم، خاصة من قبل أصحاب الخبرة وفي القاطرة الأمامية بالتحديد. ولتجاوز الآثار السلبية لهذا الإقصاء، حث المدرب كمال مواسة لاعبيه منذ حصة الاستئناف، على نسيان ما سماه بحادثة ملعب بن حداد بالقبة، وطي صفحتها، مع الالتفات إلى البطولة الوطنية بالتركيز خصوصا على خرجتهم الصعبة إلى العاصمة أمام نصر حسين داي الذي يقاسمهم نفس الاهتمام والأولوية، بعدما أقصي هو الأخر من سباق السيدة الكأس، لكن أمام فريق من العيار الثقيل اسمه اتحاد العاصمة، وهو يسعى كذلك لإيجاد موطأ قدم له مع كوكبة المقدمة التي لا يبعد عنها كثيرا، حيث يكفيه الفوز على الوهرانيين حتى يقفز على المنصة، وفضلا عن الجانب النفسي، تابع الطاقم الفني عنايته بخط الهجوم بتقديم المزيد من التصحيحات والنصائح لمشكيله الذين يواصلون مع كل مباراة إهدار الفرص السهلة التي فوتت عليهم الانتصار بحصص ثقيلة في عدة مباريات، ومغادرة منافسة السيدة الكأس من الباب الضيق. ومع تلك التصحيحات، عبر المدرب كمال مواسة عن أمله في إسراع الطاقم الطبي للفريق في تأهيل اللاعبين المصابين، حتى يتسنى له الاعتماد عليهم بعدما ضاق ذرعا باكتضاظ العيادة، ولحسن حظه أنه استرجع المهاجم بن تيبة الذي اندمج مع المجموعة بعد تعافيه من إصابته على أمل مشاركة زملائه في موقعة 20 أوت، شأنه في ذلك شأن الشاب بلقابلية، في حين لايزال الثلاثي بن معزيز، أوسماعيل وبن شعبان حبيسي إصابات متفاوتة الخطورة، وسيضيعون بنسبة كبيرة ما بقي من مرحلة الذهاب. اعترف قائد الفريق وهدافها بالغ سفيان بالدور السلبي لخط الهجوم في لقاء الكأس ضد حيدرة، ملتمسا الصفح من الأنصار، واعدا إياهم بتعويض ضربة الجزاء التي أهدرها أمام نادي حيدرة بأهداف في مرمى النصرية: «تأسفت على إقصائنا أمام حيدرة الذي كان محفزا للنيل منا، كنا نتمنى الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، لكن السيدة الكأس كان لها رأي آخر واختارت من أرادت، بالتالي علينا الاهتمام أكثر بالبطولة، وبالنسبة لي، لم أكن موفقا في المباراة، لذلك سأسعى بكل جهدي إلى تعويض ما ضاع مني أمام النصرية التي حضرنا لها جيدا، ومن يعتقد أن إقصاءنا سيزيد الضغط علينا فهو مخطئ، لأننا متعودون عليه منذ صعدنا فوق المنصة، وعلى كل حال، نحن مجبرون على تفادي أي تعثر للبقاء دائما في الريادة”. جرت الحصص التدريبية الأخيرة في جو مشجع، دل على طي صفحة الخلاف الذي وقع بين المدرب كمال مواسة واللاعب بن شعبان غيلاس، بسبب رفض مواسة التحاق اللاعب المذكور بالتدريبات لعدم حيازته على ترخيص من الإدارة، وهو ما لم يعجب بن شعبان ويتطور الخلاف بين الرجلين وينسحب مواسة من الملعب قبل أن يعود بعد تدخل وإلحاح من المسيرين. حسم مواسة في أمر التربص الشتوي الذي ستتكفل مديرية الشباب والرياضة بتسديد نفقته، حيث تتجه النية إلى إقامته بالعاصمة لمدة عشرة أيام، ستتخلله مباريات ودية تحضيرية لم يضبط عددها بعد.