تقوم مصالح محافظة الغابات بولاية وهران منذ بداية شهر جانفي الحالي، بعملية تشجير واسعة النطاق على مستوى كامل تراب الولاية، إلا أن الأهمية الكبيرة لهذه العملية تمنحها مصالح الولاية لمختلف البلديات الساحلية الممتدة على طول 120 كلم، انطلاقا من بلدية مرسى الحجاج شرقا إلى غاية بلدية عين الكرمة غربا على الحدود مع ولاية عين تموشنت، مرورا ببلديات بطيوة، أرزيو، قديل، وهران، المرسى الكبير، عين الترك، العنصر وبوسفر. في هذا الإطار، تعمل مختلف المصالح المعنية بعملية التشجير من محافظة الغابات والبيئة والمصالح الأخرى على مستوى البلديات على تشجير 400 هكتار من أجل تفادي انزلاق التربة وانجرافها، علما أن برنامج هذه العملية سيمتد على مدى 5 سنوات، حيث من المنتظر أن تنتهي خلال سنة 2018، من جانب آخر لا بد من التذكير بأن الرمال على مستوى سواحل ولاية وهران أتت على ما لا يقل عن 150 هكتارا من الأراضي الخصبة ذات الجودة العالية، حسبما أكده تقرير لمصالح مديرية المصالح الفلاحية. من هذا المنطلق، تعمل مصالح مديرية الفلاحة على مواجهة هذه الظاهرة السلبية، حسبما أكده مدير الفلاحة السيد بن عودة الذي قال أن عملية التشجير التي تقوم بها مصالحه بالتعاون مع مصالح محافظة الغابات هو السبيل الوحيد لإيقاف هذه الظاهرة السلبية التي أتت على الكثير من المساحات الفلاحية الخصبة بولاية وهران. من جهة أخرى، تعمل المصالح التقنية بالولاية على وضع حزام أخضر على طول 4 كلم وعرض 1.5 كلم بالمجمع الحضري الكبير لولاية وهران الممتد من حي الحمري إلى غاية حي الضاية، كما اغتنم والي الولاية هذه المناسبة لمطالبة القائمين على هذه العملية بوجوب متابعتها بشكل مستمر ودائم حتى تعود بالنفع العام على كافة السكان ومختلف القطاعات الحضرية التي يتم غرسها بها. وحسب محافظ الغابات بالولاية، السيد بوزيان عبد الكريم، فإن هذه العملية الأولى من نوعها بالغرب الجزائري سيتم تعميمها لاحقا على العديد من البلديات الأخرى حفاظا على الاخضرار والتنوع البيئي، الأمر الذي بإمكانه منح فرصة كبيرة للعائلات الجزائرية بأن تتمتع بالتنوع الحاصل خاصة بعد النجاح الكبير الذي عرفته العملية في السنوات السابقة على مستوى غابتي المسيلة ببلدية بوتليليس ومداغ ببلدية عين الكرمة. يذكر بالمناسبة أنه سبق لمحافظة الغابات أن قامت بعملية كبيرة وشاملة تمثلت في غرس 1000 شجيرة على مستوى جبل المرجاجو بأعالي وهران، بمشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي بالناحية العسكرية الثانية والحماية المدنية ومختلف الأسلاك الأمنية، بالإضافة إلى العديد من المواطنين المتطوعين، كما تم بنفس المناسبة غرس ما لا يقل عن 10 آلاف شجيرة منذ بداية العام الحالي بغابة كوكا غرب وهران، من أجل العمل الميداني على إيقاف عمليات الإنجراف التي تعرفها التربة في هذه الغابة وغيرها من الغابات الأخرى، عملا بضرورة تجديد الغطاء النباتي بعد الحرائق الكثيرة التي تعرضت لها مختلف المناطق الغابية بالولاية. للعلم، فإن الهدف الأسمى من هذه العملية المتعلقة بغرس ما أمكن من الأشجار من أجل تجديد الحظيرة الغابية من جهة وتوفير الغطاء النباتي المناسب لكل منطقة حسب خصوصياتها، يبقى العمل على الرفع من نسبة التشجير بالولاية حتى لا تصاب بالتصحر الذي تعرفه العديد من الولايات السهبية والرفع من هذه النسبة التي كانت إلى وقت قريب تفوق 30 بالمائة، بعدما أصبحت الآن في حدود 19 بالمائة، وهي نسبة لا تتماشى والمعايير العالمية التي تفرض الحفاظ على نسبة الاخضرار في حدود 25 بالمائة على الأقل، وهو ما يعادل 10 أمتار مربعة لكل نسمة، مما جعل المصالح المختصة تعمل على توفير ما لا يقل عن 210845 شجيرة، يتم التحضير لغرسها بشكل تدريجي على مساحة 400 هكتار، نصفها على مستوى المناطق الغابية بالمناطق الريفية.