تحتضن مدينة وهران من 20 إلى 22 مارس الجاري، مؤتمرا يتناول ''مستقبل العلوم الاجتماعية في الوطن العربي''، من تنظيم المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، مركز دراسات الوحدة العربية والجمعية العربية لعلوم الاجتماع. ويتضمن برنامج التظاهرة -حسب بيان ورد إلينا من المركز- عدة محاور ذات أهمية وذات علاقة بمجال علم الاجتماع، منها ''المرجعيات والتكوين العلمي في الوطن العربي'' الذي سيطرح للنقاش المرجعيات الغربية والعربية للعلوم الاجتماعية، ومقارنة التكوين العلمي في مختلف مناطق الوطن العربي، فضلا عن الفراغات المعرفية في العلوم الاجتماعية. ويتناول المحور الثاني بالدراسة؛ ''أسئلة العلوم الاجتماعية في الوطن العربي''، إذ سيناقش المشاركون السؤال الديني، السؤال اللساني والسؤال النسوي في العلوم الاجتماعية. وسيعرجون في محور''التحولات الاجتماعية في خطاب العلوم الاجتماعية''، على مسألة الحركات الاجتماعية وسوسيولوجيا الثورات، والحصاد العلمي في العلوم الاجتماعية. وبالمناسبة، سيقدم بعض الباحثين في العلوم الاجتماعية شهادات لمناقشة ورصد رهانات ممارساتهم العلمية في هذا المجال. ويشير البيان في مقاربته للموضوع المطروح في المؤتمر، إلى أن ''ممارسة العلوم الاجتماعية في الوطن العربي مرت بالعديد من التحولات الرئيسية، فعلى مستوى المنشآت، تزايد عدد المؤسسات الجامعية التي توفر هذا الاختصاص، وارتفع بذلك عدد المختصين في العلوم الاجتماعية من أساتذة في العلوم الاجتماعية وباحثين وطلبة، وواكب ذلك ارتفاع حجم الانتاج المعرفي في هذا الميدان العلمي الذي وصل إلى سقف غير مسبوق''. ويقول ذات المصدر، أنه بفعل هذه التحولات وتوسع الطلب الاجتماعي على الخبرة والمعرفة التي توفرهما علوم الاجتماع، فإنه تم تسجيل تزايد عدد المختصين المتدخلين في المجال العام، سواء في التنمية أو السلطة السياسية أو البنية العائلية أو التشغيل...الخ. إلا أنه يشير إلى بقاء بعض المواضيع بمنأى عن الاهتمام المثابر، بفعل ماوصفه ب''المعيقات'' أو''الممنوعات'' ذات طبيعة دينية أو سياسية في أغلب الأحيان. لذا فإن منظمي المؤتمر اعتبروا أنه من الضروري، في ظل التحولات الجديدة، ''إعادة التفكير في ممارستنا للعلوم الاجتماعية، وفيما أنتجناه ومالم ننتجه''، إضافة إلى النظر للمستقبل عبر تقييم ''الحصاد''. ويعترفون أن هناك ''مساحات اجتماعية لازلنا لانعرف عنها شيئا تقريبا، وفراغات لم تدرس بعد على أهميتها في وجودنا الاجتماعي''. وبالنسبة للندوة، يشيرون إلى أن أهميتها تكمن في كونها ستطرح سؤالا هاما، هو ''مستقبل العلوم الاجتماعية في الوطن العربي''، وذلك في ظل توظيفها أحيانا ك''تعويذة'' تستعمل لتثبيت النظام أو النسق القائم، أو انحصار دورها داخل أسوار الجامعة، أو تصنيفها ضمن المحرمات في بعض المناطق.