يحتفل المركز الوطني للبحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، هذه السنة، بعشرين سنة من التواجد في عالم البحث الاجتماعي بالجزائر، وذلك تزامنا مع احتفالات خمسينية الاستقلال الجزائر. ومن خلال مشاركته في المعرض المنظم إلى غاية 20 جويلية الجاري بقصر المعارض من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، استطاع أن يجلب انتباه الزوار، لاسيما الطلبة الذين عبروا عن اهتمامهم بالتخصص في البحث. ذلك ما أدلى به السيد نبيل طايبي المكلف بالاتصال في المركز الذي يوجد مقره بولاية وهران، والذي التقيناه على هامش معرض الخمسينية المنظم بقصر المعارض، حيث أشار إلى أن الكثير من الطلاب الذين زاروا المعرض وجناح المركز بالذات، عبروا عن اهتمامهم بمهنة الباحث. يقول "أغلب الطلاب يعتقدون أن التدريس أي مهنة أستاذ هي الطريق الوحيد في المجال الاكاديمي والجامعي، لكنهم باكتشاف مهنة الباحث عبروا عن رغبتهم الشديدة في التخصص بهذا المجال والالتحاق بالمركز، لاسيما بعد أن أدركوا أن البحث في مجال الانثروبولوجيا يمتد إلى كل مناحي حياة الإنسان...سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الجغرافية أو التاريخية أو الصحية وليس الاجتماعية فقط، وهو مايمكن لأي شخص إدراكه بزيارة جناحنا الذي وضعنا به أهم الدراسات التي يقوم بها المركز ومنها دراسة أجريت حول أسباب انتشار مرض اللشمانيوز في بعض الولايات...كما أن برنامج المركز طيلة السنة الذي نعرضه هنا يؤكد التنوع في المواضيع المطروحة للنقاش وللدراسة، وهو ما يجلب انتباه الزوار إضافة إلى منشوراتنا التي بها مقالات متنوعة وذات مستوى جد عال". ويشير من جانب آخر إلى أن مراكز بحث أخرى أبدت اهتمامها بالتنظيم الداخلي الجيد للمركز الذي يؤكد احترافية عمله. فضلا عن ذلك فإن سياسة المركز الإعلامية والاتصالية تجاه وسائل الإعلام، عبر الملتقيات التي ينظمها جعلته معروفا لدى الكثيرين، كما يشير محدثنا الذي اعتبر ان الكثير من الزوار كانوا يعلمون من قبل بوجوده. يذكر أن المركز تأسس في 1992 ويضم أربعة أقسام للبحث تخص كلا من التاريخ والذاكرة والمدن والأقاليم والتربية وأنظمة التكوين والمخيال والدلالة، وسيتدعم بوحدتين جديدتين في 2012 تتعلقان بوحدة البحث في الثقافة واللغات والاتصال والأدب والفنون في وهران ووحدة البحث في نظام التسميات بالجزائر التي سيكون مقرها بالجزائر العاصمة. وللمركز منشورات متنوعة منها مجلة "إنسانيات" والمجلة الإفريقية للكتب التي يصدرها المجلس الإفريقي لتنمية العلوم الاجتماعية بداكار ويتكفل المركز بإصدار الطبعة الفرنسية لها، فضلا عن عدة كتب متخصصة لباحثين جزائريين وأجانب. وفي برنامج الجزء الأخير من 2012 للمركز العديد من الملتقيات ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، أهمها "تقديم حصيلة النتائج الأولية للتحقيق الميداني حول تلقي التاريخ لدى تلامذة التعليم الثانوي بوهران" وملتقى تحت عنوان "1962:عالم" في أكتوبر وملتقى حول "الحقل الأدبي واستراتيجيات الكتابة" في نوفمبر. كما سينظم ندوة دولية في ذات الشهر تحت عنوان "الجزائر: التفكير في التغيير: أية إسهامات للعلوم الإنسانية والاجتماعية؟". أما في ديسمبر المقبل فسيتم تنظيم ملتقى دوليا آخر حول "الهندسة المعمارية، المحيط والتهيئة العمرانية، أي نوعية للحياة؟"، وملتقى آخر يناقش "مسالة المواطنة بالجزائر، الجماعات ورهانات الدولة الحديثة".