أعلن وزير الاتصال، السيد عبد القادر مساهل، أن "برنامجا طموحا قد أدرج لتدعيم وعصرنة القطاع بهذه الولاية من الجنوب الكبير"، موضحا في تدخل له أمس عبر أمواج إذاعة الجزائر من تمنراست في ختام زيارته للولاية "أن هناك برنامجا طموحا وهاما موجها لتدعيم وعصرنة منشآت قطاع الاتصال بهذه الولاية ذات الأهمية الاستراتيجية بما يسمح لسكان المنطقة الشاسعة من استقبال الصوت والصورة بشكل جيد". وذكر السيد مساهل في هذا الصدد أن هياكل مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني بالولاية ستتعزز بتكنولوجيات حديثة بما يضمن الرفع من نسبة التغطية للبث الإذاعي والتلفزيوني عبر الولاية الحدودية. وأكد الوزير أن الأمر يتطلب تجنيد طاقات هائلة من خلال توفير التقنيات والأجهزة الحديثة والتي سيتم الشروع في تركيب عدد منها خلال هذه السنة عبر أماكن مختلفة للوصول إلى تغطية أشمل لكل تراب هذه الولاية التي تصل بها التغطية الفعلية للبث الإذاعي والتلفزيوني حاليا إلى 85 بالمائة وستصل إلى 95 بالمائة في غضون 2015. وأضاف السيد مساهل أن مركزا للتلفزيون الجزائري سيدخل الخدمة في شهر جوان أو جويلية المقبل والذي سيكون مجهزا بتقنيات ووسائل رقمية حديثة ستسهل من عمل الصحفيين. كما سيتم تدعيم الإذاعة ومكتب وكالة الأنباء الجزائرية بالولاية بصحافيين مهنيين بغرض ضمان تغطية إعلامية كافية لمختلف التطورات التي تشهدها المنطقة في مختلف مجالات التنمية. وأبرز الوزير في نفس السياق الدور المنتظر من مطبعة الصحافة التي سيتم إنجازها في القريب بتمنراست على مساحة تفوق 2800 متر مربع والتي ستضمن نشر جرائد وطنية، حيث سيساهم هذا المشروع الإعلامي الهام في تكريس حق المواطن الدستوري في الإعلام. وبالمناسبة، شدد السيد مساهل على الدور الذي يتعين أن تلعبه وسائل الإعلام الوطنية بخصوص إعطاء صورة شاملة للمواطن عن ما تحققه الجزائر من خطوات في مسار التنمية. وأبرز الوزير في هذا الصدد مدى الأهمية التي توليها الدولة لهذه المنطقة الاستراتيجية وذلك ما تجسده المشاريع الكبرى المنجزة بها على غرار المشروع العملاق لجر المياه من عين صالح إلى تمنراست على مسافة 750 كلم ومشروع الطريق العابر للصحراء الممتد على مسافة 4.200 كلم. كما دعا السيد مساهل وسائل الإعلام الوطنية إلى إبراز الدور التاريخي الذي قامت به منطقة أقصى الجنوب في مكافحة الإستعمار. وأكد الوزير "أن وسائل الإعلام الوطنية مدعوة إلى العمل من أجل إبراز والتعريف بالدور التاريخي الذي قامت به منطقة أقصى الجنوب أثناء حرب التحرير المجيدة، حيث كان رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة حينها المدعو عبد القادر المالي أحد الرجال الذين كانوا يقودون الكفاح المسلح بهذه المنطقة بمعية ثلة من رفاقه". كما حث السيد مساهل هذه الوسائل أيضا على المساهمة في كتابة تاريخ المنطقة، مشيدا بالمناسبة بالملتقى الذي نظم في نوفمبر المنصرم بولاية تمنراست حول دور المنطقة الجنوبية وما أدته من دور هام إبان الثورة التحريرية المظفرة. وفي هذا الخصوص أبدى الوزير استعداد دائرته الوزارية للمساهمة في نشر وتوزيع مضمون هذا الملتقى التاريخي. واغتنم السيد مساهل هذه الفرصة ليذكر بكل الترتيبات المتصلة بالرئاسيات القادمة التي اتخذتها اللجنة الفرعية التي يترأسها، داعيا بالمناسبة وسائل الإعلام الوطنية إلى تحسيس المواطن بأهمية هذا الحدث الوطني في إطار تكريس الخدمة العمومية. وكان السيد مساهل قد تفقد المقر المخصص لاحتضان مجموعة من المؤسسات الإعلامية من بينها المديرية الجهوية للبث الإذاعي والتلفزيوني، حيث دعا مسؤولي هذه المؤسسة إلى "العمل من أجل ضمان تغطية شاملة للبث الإذاعي والتلفزيوني عبر كافة إقليم الولاية الشاسعة مما يتيح لسكان المنطقة التقاط برامج الإذاعة والتلفزيون الوطنيين في ظروف جيدة". كما ألح السيد مساهل بالمناسبة على "ضرورة الإسراع في وتيرة ورشات أشغال التهيئة الجارية بهذا المقر بما يسمح باستلامها في أقرب الآجال". وحسب المعلومات التي قدمت للوزير حول نشاط مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني بولاية تمنراست توجد حاليا عبر الولاية 23 محطة للبث الإذاعي و15 محطة للبث التلفزيوني حيز الخدمة، حيث تصل نسبة التغطية لتراب الولاية في مجال البث الإذاعي إلى 95 في المائة. وقد دخلت خمس (5) محطات للبث الإذاعي حيز التشغيل مطلع السنة الجارية وهي توجد بقرى تاقمرت وتاهيفت وإندراق وترهنانت وتلسكن -حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري- ويرتقب أن تصل نسبة البث الإذاعي إلى 100 في المائة بولاية تمنراست بعد إنجاز أربع (4) محطات جديدة مستقبلا. كما عاين السيد مساهل بنفس الموقع الذي سيحتضن أيضا مكاتب لمراسلي الصحف مقري التلفزيون الجزائري ووكالة الأنباء الجزائرية، حيث استمع إلى شروحات وافية حول مختلف مرافق هذه المقرات. وقبل ذلك، تفقد وزير الإتصال المكتب الولائي القديم لوكالة الأنباء الجزائرية الذي هو من بين المقرات التابعة للمركز التجاري الواقع بشارع الأمير عبد القادر بوسط مدينة تمنراست، حيث تلقى شروحا حول ظروف العمل والنشاط الإعلامي الذي يضمنه هذا المكتب على مستوى الجنوب الكبير للبلاد. كما اطلع السيد عبد القادر مساهل على جانب من نشاط جمعية "الإمزاد"حيث تعرف على مختلف نشاطات عدد من ورشاتها المتواجدة ب«دار الإمزاد".