ضمن نشاطاتها الموسيقية، ارتأت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي أن تستضيف لموعدها الثالث في العشرين فيفري الجاري، الفنانة الجزائرية البرازيلية، أنيسة بن صالح، لتمنح ضيوف "ابن زيدون" مزيجا موسيقيا فريدا يحوي الفورو، البوسا والجاز بنفحة أندلسية. أنيسة بن صالح مغنية وكاتبة أغان، وتعدّ فردا فاعلا في الجيل الجديد للأغنية العالمية فموسيقاها تتميّز بالامتزاج الثقافي الذي عاشته وتعيشه نظرا لتعدّد أصولها وكثرة ترحالها، فهي من أب جزائري وأم برازيلية ولدت وعاشت في جزيرة هايتي حتى الخامسة، ثم انتقلت مع عائلتها إلى السنغال ومن ثم إلى لبنان، حيث تعلّمت الغناء قبل أن تستقر في فرنسا، وتقرّر العيش لمدة سنتين في البرازيل للتعرف على ثقافة البلاد التي لم تكن تعرف إلاّ جزءا منها. أنيسة بن صالح، دعّمت موهبتها الموسيقية بالتحصيل الأكاديمي، حيث اختارت أن تدرس لمدة عشر سنوات علم الموسيقى في جامعة "باريس 8"، حيث التحقت بالمدرسة الوطنية للموسيقى وتتلمذت على يدي أوديل بييتي، فلورانس كاتز ومرسيدس بروتو في الموسيقى الكلاسيكية، وعلى يدي لوران كوك، مونيكا باسوس، ديانا غولارت وأميليا رابيلو في الجاز والموسيقى البرازيلية. هذا التنوّع الثقافي سمح لأنيسة بأن تقف على الخشبة منذ سن الخامسة عشرة لتمنح لجمهورها مزيجا موسيقيا مستوحى من الفورو والجاز بنفحة أندلسية، وتعاملت من أجل ذلك مع أسماء برازيلية عالمية على غرار جواو دوناتو، نيلسون فاريا، ديانا غولارت، رودريغو زايدان، خوسياس بيدروزا ولوشيو فييرا. هذا التمازج في الثقافة والهوية لم يكن يوما سهلا على أنيسة بن صالح، وكان التعايش معه موسيقيا أكثر عسرا، إذ لا بدّ من ترجمته من خلال عمل يجمع كلّ الثقافات وأنواع الموسيقى التي لامستها خلال رحلاتها في مختلف القارات، وهو ما عملت عليه في أوّل ألبوم يصدر لها في أكتوبر 2013 بعنوان "ماتريز"، حيث عكست عالمين تربطها بهما علاقة وطيدة وحاولت أن تتعرّف عبرهما على هويتها ومن خلالهما أن تبني لنفسها عالما خاصا بها.ويغلب على ألبوم "ماتريز" الطابع البرازيلي نصا وإيقاعا حيث تجمع فيه الكثير من تجاربها وما يدور في خاطرها فتطغى عليها مسألة الهوية والتنوع الثقافي والعلاقة بالأرض والطبيعة كما أن انتماءها إلى عوالم متعددة جعلها تختار الغناء بالبرتغالية البرازيلية في عدد كبير من الأغنيات والفرنسية من خلال أغنية واحدة وبالعربية من خلال أغنية "يا طفل" و«يا قلبي".