انطلقت في مدينة جورج تاون، عاصمة جمهورية غويانا، أعمال الاجتماع التاسع لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وفي افتتاح أعمال الاجتماع ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “أيسيسكو” كلمة أعلن فيها أن هذه الأخيرة الإيسيسكو ترتبط اليوم بعلاقات تعاون مثمرة مع العديد من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية في جميع أنحاء العالم، وتسعى دوما إلى نشر ثقافة السلام والعدل، قيم الحوار، التفاهم والاحترام المتبادل من خلال برامجها، أنشطتها واستراتيجياتها. كما أكّد حرص المنظمة على مدّ جسور التعاون مع من يشاطرها الاهتمام بهذه القيم الإنسانية النبيلة، لمواجهة دعاوى الكراهية، العنصرية، العنف والإرهاب، مشيرا إلى أن عالمنا اليوم بحاجة ماسة إلى كل عمل مخلص يهدف إلى توثيق أواصر العيش المشترك وقيم التسامح، التضامن والسلم المبني على العدل. قال التويجري بأن “الأيسيسكو” ارتأت أن يكون موضوع هذا الاجتماع في إطار تفعيل “مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات” في أمريكا اللاتينية والكاريبي، تنفيذا لقرار المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر في شهر ديسمبر من سنة 2011، حيث أشاد بالوثيقة التي أعدتها “الأيسيسكو” حول هذه المبادرة وصادق عليها وكلفها بتكثيف جهودها من أجل تفعيل المقترحات البناءة التي وردت فيها والآليات التي سطرتها بغية تحقيق الأهداف السامية لمبادرة خادم الحرمين. وذكر أن المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة كلّف “الأيسيسكو” بإعداد خطة عمل تفصيلية قصد تفعيل مضامين الوثيقة وتوصياتها، برفع هذه الوثيقة إلى الجهات المشرفة على رعاية المبادرة في المملكة العربية السعودية من أجل تبنيها والعمل على ترويج مضامينها وتفعيل مقترحاتها، مع اعتبارها خريطة طريق لتحقيق مقاصد هذه المبادرة، مشيرا إلى أن المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة المنعقد في الشهر الماضي بالمدينة المنورة، صادق على الخطة التنفيذية لهذه المبادرة السعودية الرائدة. وأضاف المدير العام ل”الأيسيسكو” أن إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي يوجد مقره في فيينا بالنمسا، جاء خطوة عملية لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، حيث دعا المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة المركزَ إلى الاسترشاد بمضامين هذه الوثيقة وتوصياتها في الاضطلاع بالمهام الموكولة إليه، تفعيلا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأشار إلى أن هذا الاِجتماع مدعو إلى دراسة البنود الواردة في جدول أعماله المتعلقة بدراسة الوثيقة التي أعدتها “الأيسيسكو” حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان، الثقافات وخطتها التنفيذية، إضافة إلى تقارير رؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أمريكا اللاتينية والكاريبي. واستعرض المدير العام ل”الأيسيسكو” في كلمته المراحل التي قطعها تنفيذ “إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي” التي أعدتها هذه المنظمة، من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا، في أمريكا اللاتينية والكاريبي، جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي.