أفاد مدير البريد وتكنولوجيات الاتصال بولاية وهران أن عملية تعميم الاستعمال لتقنية ”الأمسان” مستمرة بهدف تمكين مختلف الزبائن والمستعملين لطرق الاتصال الحديثة من التواصل دون أي مشكل، ولعل الأمر الذي أكده العديد من تقنيي مؤسسة ”اتصالات الجزائر” هو العمل على تحديث مختلف الشبكات موازاة مع الاستمرار في الاستغلال الأمثل للشبكة الحالية التي سيتم الاستغناء عنها بطريقة تدريجية، بعد أن يتم وضع شبكة الألياف البصرية عبر كافة المراكز والأحياء بولاية وهران. ويؤكد مسؤولو مؤسسة ”اتصالات الجزائر” أن عملية وضع الألياف البصرية تبقى مكلفة جدا بالنظر إلى مختلف عمليات السطو التي تتعرض لها غرف الهاتف التي لم تنفع عمليات تغطيتها بالإسمنت المسلح أمام مختلف عمليات السرقة التي تطال الكوابل النحاسية التي يتم إعادة بيعها بأسعار بسيطة مقابل تكبيد مؤسسة ”اتصالات الجزائر” خسائر مادية فاقت 6.4 ملايير سنتيم خلال العام المنصرم. وبغض النظر على هذه الخسائر الكبيرة، فإن قطع الهاتف الثابت على الزبائن وما يرافقه من انعدام لمختلف أدوات الاتصال الأخرى كالأنترنت، من شأنه أن يساهم بشكل سلبي في التقليل من المداخيل المالية للمؤسسة، وهو الأمر الذي يزيد الطين بلة، بالتالي يضاعف من خسائر المؤسسة انطلاقا من عمليات السرقة المتعلقة بالكوابل إلى حرمان ما لا يقل عن 18 ألف زبون من استغلال الهاتف والأنترنت، بالإضافة إلى حالات التعطلات الكبيرة التي تكلف التقنيين تدخلات من أجل إصلاح الأعطاب وما ينجر عنه من تأخر كبير في تجسيد البرنامج القطاعي الذي تعمل المصالح التقنية ل”اتصالات الجزائر” على تنفيذه وتجسيده الميداني لصالح أكبر قدر ممكن من الزبائن الذين طال انتظارهم للحصول على خدمة نوعية في مجال الهاتف الثابت. وفي هذا الإطار، يؤكد مدير ”اتصالات الجزائر”بوهران ل”المساء” أنه رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها المصالح الأمنية التي ألقت القبض على العديد من العصابات الممتهنة لسرقة الكوابل النحاسية، إلا أن المسؤولين على مستوى المؤسسة يركزون على الحس المدني للمواطن من أجل الدفاع عن هذه المكتسبات، كما حصل في المدة الأخيرة على مستوى حي المستقبل، حيث قامت مجموعة من أبناء الحي بتكوين جماعة محلية للدفاع عن مكتسبات حيهم في جميع المجالات، الأمر الذي جعل منه أحسن حي على مستوى مدينة وهران. أما فيما يتعلق بتحديث العتاد ومختلف الإمكانيات ذات الصلة بوضع الشبكة الجديدة وتحديثها، ومن ثم العمل على تشغيلها، تم على مستوى الجهة الغربية لمدينة وهران وضع 28 جهاز استقبال خاص ب 45 ألف زبون، علما أن الجهة الشرقية من المدينة ستستفيد من 23 جهازا كمرحلة أولى هذا العام في انتظار تركيب 49 جهازا آخر من أجل توفير أجود الخدمات للزبائن، وما تسعى ”اتصالات الجزائر ” إلى تحقيقه التقليل من مشكل التعطلات الذي انخفض من 900 تعطل إلى 200، وهو أمر مهم للغاية، حيث يفسر إمكانيات التحكم في الأجهزة والاستجابة لمتطلبات واحتياجات الزبائن مهما كان نوعها. وفيما يتعلق بتوفير اليد العاملة المؤهلة وتوظيف الإطارات، فأكد مسؤول ”اتصالات الجزائر” أن الإستراتيجية التي تعتمدها المؤسسة هي العمل قدر الإمكان على التقليل من اليد العاملة لفائدة التكنولوجيا المتطورة التي لا تتطلب إلا القليل من المهندسين والتقنيين السامين، لأن مختلف حالات التدخل الآن تتطلب جهدا فكريا أكثر منه عضليا أو بدنيا. وحسب مصدرنا، سيتم خلال هذا العام التوصل إلى وضع 68 جهازا جديدا على مستوى كافة بلديات الولاية من أجل ربط ما لا يقل عن 62 ألف زبون جديد والاستجابة الفعلية لاحتياجاتهم، ليأتي بعدها دور إعادة تأهيل المقرات والوكالات المختلفة من أجل ضمان خدمة نوعية للزبائن، مع الحرص على توفير الشباك الوحيد حتى يتلقى الزبون خدمته مرة واحدة وتفادي ما يؤثر على علاقة المؤسسة بزبائنها.