أحصت مصالح مؤسسة «اتصالات الجزائر» خلال الشهر المنصرم، عمليات سرقة وقرصنة مست العديد من المناطق بولاية وهران، راح ضحيتها المواطن البسيط من خلال عمليات عزل مقصودة، جراء السطو على الغرف الهاتفية وسرقة الكوابل الهاتفية عبر العديد من الأحياء السكنية والعمرانية المترامية عبر أهم وأنشط البلديات، كما هو حال بلديات وهران وبطيوة وأرزيو وعين الترك، التي وجدت نفسها ما بين عشية وضحاها غير قادرة على التواصل مع بقية المناطق الأخرى من الوطن، بسبب عمليات القرصنة التي تعرضت لها العديد من الغرف الهاتفية الأرضية التي تم غلقها بصفة كلية عن طريق الاسمنت المسلح، إلا أن ذلك لم يثن عصابات معينة مختصة في عمليات السطو على الكوابل الهاتفية، من أجل استغلال المادة النحاسية الموجودة بداخلها وإعادة بيعها بأسعار زهيدة ثم تصديرها إلى الخارج عبر ميناء وهران على أساس أنها خردة وهذا أمام أنظار الجميع بداية من أبسط عون إلى أعلى مسؤول في الميناء. وحسب آخر حصيلة لمصالح مديرية مؤسسة اتصالات الجزائر، فإنه تم خلال شهر أفريل من السنة الجارية، السطو على الشبكة الهاتفية ببلدية وهران وتم سرقة 28 وحدة من الكوابل الهاتفية من مختلف الصيغ، بما يعادل خسارة مالية لا تقل عن 3 ملايير سنتيم لسعر الكابل وحده دون حساب الأشغال المرتبطة به كوضعه وتشغيله ومراقبته والتأكد من سلامته، الأمر الذي يرفع من قيمة الخسارة المسجلة إلى أكثر من هذا المبلغ بكثير. وحسب السيدة نادية بن عاشور المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى مديرية مؤسسة اتصالات الجزائر، فإنه زيادة على هذا المبلغ المالي الهام الذي خسرته المؤسسة، هناك مبالغ مالية أخرى تخسرها المؤسسة متمثلة في حرمان الزبائن من استغلال الخطوط الهاتفية مما ينعكس سلبا على العديد من المعاملات، علما أن عدد الزبائن الذين تم عزلهم يقدر ب 7395 زبونا. ومن جهتها، فقد تمكنت المصالح التقنية للمؤسسة المذكورة من إصلاح 95 بالمائة من الأعطاب وإعادة وضع ما يعادلها من الكوابل الهاتفية وتمكين العديد من المواطنين من استغلال خيوطهم الهاتفية من جديد، إلا أن عمليات السرقة المتواصلة أثرت كثيرا على العديد من العمليات التنموية المحلية، خاصة وأن المؤسسة المذكورة تسعى إلى تقديم أحسن الخدمات من خلال العمل على ربط وهران عبر تروفيل بعين الترك ببلنسية بإسبانيا عبر كابل هاتفي من الألياف البصرية مثله مثل ذلك الذي يربط عنابة بإيطاليا والجزائر العاصمة بمارسيليا الفرنسية، الأمر الذي سيمكن مستغلي الهاتف عموما والانترنت على وجه الخصوص من الحصول لاحقا على التدفق العالي جدا، إلا أن مثل هذه العمليات السلبية تؤثر سلبا على المخططات التنموية وتترك مؤسسة اتصالات الجزائر تراوح مكانها في عمليات إصلاح الأعطاب ومخلفات القرصنة ومختلف عمليات السرقة والنهب، ومن ثم لا يمكنها أن تحرز أي تقدم يذكر.