احتضن المسبح شبه الأولمبي بالمدينة الجديدة بوهران على مدى ثلاثة أيام، البطولة الوطنية لأصناف الأصاغر، الأشبال والأواسط (ذكور وإناث)، والتي شارك فيها 380 سباحا وسباحة (260 ذكورا و120 إناثا)، وهو رقم كبير بقدر ما أفرح المنظمين والمسؤولين، بقدر ما أحرج المدربين، بسبب ما قالو عنه طول توقيت المنافسة الذي يمتد حتى الساعة العاشرة ليلا، وهذا مضر بالسباحين بدنيا ومعنويا، حسب أنور بوتبينة مدرب فريق الجمعية الرياضية التربوية للرياضات لعين الترك، والبرمجة «الثقيلة» التي غالبا ما تكون غير منظمة ومضبوطة، والتي يصعب على الرياضيين التأقلم معها، والمدربين متابعتهم باهتمام دقيق وكامل، كما صرح بذلك قزولة توفيق مدرب نادي الرياضات المائية لجيجل، هذا بالإضافة إلى غياب عدد آخر من الفرق والسباحين بسبب الالتزامات الدراسية لآخر السنة، التي غيبت على وجه الخصوص فريق المجمع البترولي وأثرت على تدريبات سباحي بقية الفرق. هذه الملاحظات والعوائق، اعترفت بها السيدة عفان زازة رئيسة الاتحادية الجزائرية للسباحة، وكشفت أن هيئتها الرياضية بصدد دراسة فكرة العودة إلى الإقصائيات الجهوية كمرحلة ضرورية، قبل الوصول إلى البطولات البطولة الوطنية لاحقا، التي من المفترض أن تحوي زبدة السباحة الجزائرية، وهذا سيسمح بالتحكم فيها من جميع الجوانب ويرفع مستواها الفني، خاصة وأن آراء السباحين المشاركين اجتمعت حول اعتبار هذه البطولة الوطنية محطة تحضيرية للقادمة المفتوحة المقررة شهر جويلية القادم، ما أفقد هذه البطولة الوطنية لجميع الفئات نكهتها وأهميتها. بالعودة إلى النتائج الفنية، تبرز المفاجأة السارة الممثلة في الجمعية الرياضية للمنافسة وألعاب القوى لوهران «أسكاو»، التي تحصلت على لقبين، الأول في الترتيب العام بالنقاط بواسطة أصاغرها الذين تحصلوا على مجموع 15773 نقطة، ونفس الفئة منحت فريقها اللقب الثاني في الترتيب العام لمجموع الميداليات ب17 ميدالية (6 ذهبية و7 فضية و4 برونزية)، وهي نتائج قال عنها أمين مزغود المدير التقني، بأنها مكافأة على الجهود التي تبذلها كل مكونات الجمعية منذ تأسيسها سنة 2008، وهي محفزة لها حتى تساهم رفقة جمعيات أخرى في رفع شأن السباحة الوهرانية كالباهية، والجمعية الرياضية التربوية للرياضات المائية لعين الترك، التي كانت حاضرة كالعادة، وصعدت فوق المنصة بعد نيلها لثلاثة ألقاب في الترتيب الخاص بالميداليات في صنف الأشبال بمجموع 18 ميدالية (10 ذهبيا و3 فضيات و5 برونزيات)، ولدى الشبلات بمجموع 14 ميدالية (8 ذهبيات و4 فضيات وبرونزيتين)، ولدى الأواسط بمجموع 28 ميدالية (16 ذهبية و6 فضيات و6 برونزيات)، وهو حصاد قال عنه المدرب أنور بوتبينة أنه تأكيد على العمل المتواصل بجمعيته واجتهاد سباحيه منذ سنوات. ولم يتخلف كذلك فريق اتحاد العاصمة عن المشاركة المتميزة، حيث أحرز وكالمألوف لقبين، واحد في الترتيب العام حسب النقاط بفضل فئة الصغريات بمجموع 20963 نقطة، والآخر في صنف الوسطيات في الترتيب العام حسب الميداليات بمجموع 16 ميدالية (8 ذهبيات، و4 فضيات و4 برونزيات)، وهذه النتائج توقعها المدرب علي معانصري الذي أعطى الأولوية للمنافسة الخاصة بالنقاط، لكنه انتقد بشدة التنظيم الذي وصفه بالسيئ جدا. أما اللقب الأخير في هذه البطولة، فعاد منطقيا كذلك إلى مدرسة القليعة في الترتيب العام الخاص بالميداليات وفي صنف الصغريات، حيث تحصلت على مجموع 28 ميدالية (16 ذهبية، 9 فضيات و3 برونزيات). وقد ضرب الموعد القادم بمناسبة البطولة الوطنية المفتوحة التي ستجري شهر جويلية القادم بالجزائر العاصمة، وهي امتحان آخر للسباحين بجميع فئاتهم.