يعتمد التموين بماء الشرب بولاية قسنطينة على المياه السطحية، رغم وجود 3 خزانات فقط من المياه الجوفية بكل من بومرزوق، صالح باي وبلدية حامة بوزيان، كما يعد سد بني هارون بميلة أهم مورد للمياه الموجهة لفائدة سكان الناحية الجنوبية، باعتبارها من المناطق التي تواجه نقصا كبيرا في التزود بهذه المادة الحيوية، الأمر الذي استدعى تخصيص أزيد من 900 مليار سنتيم لتجسيد مشروع ضخم من شأنه دعم سكان المناطق الجنوبية للولاية، على غرار بلديتي عين اعبيد وابن باديس، بعد تسجيل عجز كبير في التزود بهذه المادة الحيوية بهاتين البلديتين مقارنة بالبلديات الأخرى التي تعرف تزودا على مدار 24 ساعة. ستعرف المناطق الجنوبية للولاية العديد من المشاريع، منها 3 مشاريع لتزويدها بمياه الشرب، من خلال إنجاز 3 خزانات بسعة 10 آلاف متر مكعب، حيث أكد مدير الري، السيد علي حمام، أنه تم تخصيص 900 مليار سنتيم لهذه المشاريع قصد تدعيم وتأمين المنطقة الجنوبية بالمياه الصالحة للشرب، وحتى بعض البلديات المجاورة التي تعاني نقصا في التزود بها، على غرار بعض المناطق ببلدية الخروب، منطقة عين النحاس، بونوارة والحنبلي. استفادت عاصمة الشرق منذ سنة 2011 من 5 خزانات مائية بحجم 6500 متر مكعب، منها خزانان بسعة 1000 متر مكعب لكل واحد منهما بكل من بلدية بني حميدان وأولاد رحمون، وخزانين بسعة 2000 متر مكعب بمنطقة المريج والمدينة الجديدة علي منجلي وخزان آخر بسعة 500 متر مكعب بمنطقة تافرنت، فيما تم إنجاز خزان مائي بسعة 2000 متر مكعب سنة 2012، أما خلال عام 2013، فعرفت قفزة نوعية في عدد المشاريع الخاصة بتزويد سكان الولاية بمياه الشرب بإنجاز 6 خزانات بكل من منطقة بن الشرقي، بن مسعود، الجامعة، ابن زياد وغيرها من المناطق الأخرى التي كانت تواجه نقصا كبيرا في التزود بمياه الشرب. وفيما يتعلق بمشاريع إنجاز القنوات الخاصة بالمياه وإعادة الاعتبار إليها، أكد مدير القطاع أن المسؤولين بقطاعه قاموا في ظرف 3 سنوات بإنجاز 213 كلم من القنوات الجالبة، حيث تم إنجاز 36 كلم عبر 12 بلدية سنة 2011، 80 كلم سنة 2012 و70 كلم سنة 2013. واستفادت الولاية مؤخرا من محطتين للتصفية؛ الأولى بالمدينة الجديدة علي منجلي، تتربع على مساحة 5 آلاف هكتار بتخصيص أزيد من مليار ونصف دينار جزائري لإنجاز مشروع مخطط عاجل لشبكات تجميع رئيسية للتطهير بالتوسعات الحضرية للمنطقة الجنوبية الغربية للمدينة الجديدة علي منجلي، حسبما أكده مدير الموارد الذي أشار إلى أن المشروع الذي استفادت منه هذه المدينة الجديدة، والمدرج برسم البرنامج التكميلي لسنة 2013، سيستفيد منه ما لا يقل عن 120 ألف ساكن بهذه الأحياء الجديدة، زيادة على أن المخطط الاستعجالي سيساهم في زيادة معدل التغطية بشبكة التطهير بالولاية، والمقدرة حاليا ب 85 بالمائة. وأضاف المتحدث أن محطة التصفية الثانية اختيرت لها أرضية ببلدية ديدوش مراد، كما سجلت مصلحة الموارد البشرية بقسنطينة مشروعا آخر لمحطة تصفية المياه القذرة ،سينطلق في الأشهر القليلة المقبلة من السنة الجارية، إلى جانب دراسة لإنجاز 29 حاجزا مائيا لسقي المساحات الزراعية بالولاية قصد سد العجز في مشاريع موارد السقي. وقصد تحسين مستوى الخدمة العمومية على مستوى كامل تراب الولاية باعتبار التذبذب الكبير في التزود بمياه الشرب الذي كانت تشهده جل بلديات الولاية، أضاف المتحدث أن الدولة لجأت إلى التسيير بالتفويض بالتعاقد مع مؤسسة ”سياكو” ب 46 مليار دج، مما ترتب عنه تحسن تدريجي نتج عنه تزويد أزيد من 70 بالمائة من السكان بمياه الشرب، مشيرا في سياق حديثه، إلى أن عملية الربط بالمياه الصالحة للشرب بعاصمة الشرق ومنذ 1962 كان لا يتجاوز ال45 بالمائة، غير أنه عرف قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة بعد أن وصل إلى 94 بالمائة سنة 2011، ومن المنتظر أن يصل في آفاق 2015، وبمجرد الانتهاء من جملة المشاريع إلى 100 بالمائة، حيث أن التوزيع الحالي لهذه المادة الحيوية بلغ 266 لتر/ ثا لكل مواطن، كما أن 71 بالمائة من سكان الولاية يتزودون بالماء الشروب 24/24 ساعة، فيما يتزود 16 بالمائة من السكان بالنظام اليومي و9 بالمائة بنظام 1/2، و4 بالمائة بنظام 1/3. وفي إطار تدعيم وتأمين شبكة المياه الصالحة للشرب خلال السنوات القادمة التي ستكون حسب المعطيات المتوفرة في سنوات ندرة الماء، وفي محاولة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطن وجعل المدينة في آفاق 2015 توفر الماء للمواطنين بصفة دائمة على غرار ما هو عليه الوضع بالدول المتقدمة التي تعرف تزويد المواطن بالماء على مدار 24 ساعة، من المنتظر، حسب مدير الري لولاية قسنطينة، السيد علي حمام، أن يتم الشروع في إنجاز سد جديد يضاف إلى سد بني هارون الذي يتسع لحوالي مليار متر مكعب، حيث حدد مكان السد بين بلدية بني حميدان بولاية قسنطينة والحدود المجاورة لولاية ميلة، ومن المنتظر أن يكون السد الجديد بسعة 20 مليون متر مكعب، وهو الذي من شأنه سد احتياجات حوالي 300 ألف ساكن؛ 250 ألف بولاية قسنطينة و50 ألف ساكن بولاية ميلة.