كشف صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أمس، بالولايات المتحدة، أن المحادثات التي تمت بين الرئيس محمود عباس والرئيس الأمريكي، باراك اوباما، في البيت الأبيض لإعطاء نفس جديد لمفاوضات السلام كانت "صعبة وطويلة". ونفى عريقات أن يكون الرئيس الأمريكي طرح فكرة القبول ب«الاتفاق الإطار" على الرئيس عباس والذي سبق لوزير الخارجية الامريكي، جون كيري، أن صاغه على أساس انه أفضل مخرج من المأزق الذي آل إليه مسار المفاوضات ولكنه اصطدم برفض فلسطيني وإسرائيلي. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين في أول تقييم لقمة الرئيسين عباس اوباما أننا وعكس ما روج له فإن الأمريكيين لم يقترحوا علينا أية وثيقة رسمية حول المفاوضات وأننا مازلنا في مرحلة التباحث حول سبل التوصل إلى اتفاق إطار، نافيا بذلك أن يكون الرئيس عباس قد قبل بتمديد المفاوضات إلى ما بعد انتهاء المهلة المحددة لها بنهاية الشهر القادم. وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطيني بعد القمة التي جمعت الرئيس الامريكي والرئيس محمود عباس، مساء أول أمس، وتناولت فكرة مواصلة المفاوضات إلى ما بعد انقضاء مهلة نهاية الشهر القادم. وقال الرئيس الامريكي الذي كان منشغلا أكثر بالأزمة الأوكرانية مطالبا نظيره الفلسطيني بضرورة ركوب "الخطر" على اعتبار أن السلام يستدعي تقديم تضحيات. وقال إن الوقت قد حان بالنسبة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باغتنام فرصة هذه المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. وختم بالقول أن الأمر صعب ولكن يتعين اتخاذ قرارات سياسية صعبة والمخاطرة إذا كنا نريد فعلا تحقيق تقدم". واغتنم الرئيس محمود عباس القمة لمطالبة سلطات الاحتلال بإبداء جدية في المفاوضات من خلال إطلاق رابع دفعة من الأسرى الفلسطينيين التي سبق الاتفاق بشأنها الصيف الماضي كشرط لتمديد المفاوضات. وقال عباس بهذا الصدد إن "هناك اتفاقا بيننا وبين الإسرائيليين من خلال وزير الخارجية الأمريكية حول قضية الأسرى ونأمل أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في 29 مارس الجاري وهذا سيعطي انطباعا بجدية المساعي التي نبذلها ككل لتحقيق السلام". وشن الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إضرابا عن الطعام احتجاجا على ممارسات الاحتلال العدوانية ضدهم وللمطالبة بالإفراج عنهم. وقال عبد العالي العناني، مدير عام نادي الأسير، أن "إضراب الاسرى في مختلف سجون الاحتلال نظم احتجاجا على السياسات التعسفية المنتهجة ضدهم وضمن أول خطوة من سلسلة إجراءات احتجاجية قرر الأسرى الفلسطينيون البالغ عددهم حوالي خمسة آلاف أسير المضي فيها حتى تصل ذروتها مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في 17 أفريل القادم. واتهم العناني سلطات الاحتلال بمواصلة انتهاكاتها ضد الأسرى بأشكال مختلفة ومنها سياسة العقاب الجماعي والعزل الانفرادي والتفتيش التعسفي المهين والإهمال الطبي المتعمد في ظل وجود زهاء 140 حالة مرضية منها 18 حالة مزمنة". وتم تنظيم هذا الإضراب في نفس اليوم الذي أكد فيه نفتالي بينيت، وزير الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي المحتل، ورئيس أحد الأحزاب الدينية المتطرفة، أنه يعارض إطلاق سراح أي من الأسرى الفلسطينيين الذين تضمنهم الاتفاق الموقع بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال برعاية أمريكية. وقال الوزير المتطرف انه يتعين على مجلس الأمن الإسرائيلي أن يتساءل عن دواعي إطلاق سراح هؤلاء الأسرى بزعم أنهم إرهابيون سيعملون على إجهاض مسار السلام. وأطلقت سلطات الاحتلال إلى حد الآن 78 أسيرا من ضمن 104 أسرى الذين شملهم الاتفاق. قال زياد أبو عين وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ان تمديد المفاوضات مع إسرائيل يستدعى تفاهمات جديدة يجب أن تتضمن الإفراج عن دفعات أخرى من المعتقلين بما في ذلك النواب والقيادات والمرضى والمحتجزين إداريا. ورفض أي ربط إسرائيلي بين الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الذين اتفق على إطلاق سراحهم والتوقيع على إطار الاتفاق الخاص بالمفاوضات أو تمديد فترتها الزمنية.