قدم المسرح الجهوي لمدينة فالمة، بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، سهرة أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية ''سيدي بومدين شعيب'' التي تتناول محطات من حياة العالم المتصوف أبو مدين شعيب. انقسم جمهور المسرحية التي أداها أكثر من عشرين ممثلا على الخشبة، بين راض ومتذمر. بينما أكّد مؤلف النص، الجامعي محمد مأمون حمداوي، أنه غير راض عن العرض، مضيفا في تصريح ل''الخبر'' أنه من غير المقبول ارتكاب أخطاء لغوية كثيرة، في مسرحية تدور حول شخص بوزن سيدي شعيب بومدين، محمّلا المخرج والممثلين المسؤولية. تبدأ أحداث المسرحية التي انتظرها الجمهور بشوق كبير، لما تحمله الشخصية من وزن وحضور لدى سكان تلمسان، من بلاط السلطان أبو يعقوب المنصور بمراكش، المحاصر بأشباح تؤرّقه وتفسد جلوسه على عرشه، بسبب قتله أخويه وعمّه في النزاع على السلطة، قبل أن تشير زوجته عليه بإحضار الشيخ الزاهد والعالم بأغوار النفس الشيخ شعيب من بجاية. ووسط ديكور بسيط غلب عليه السواد، عادت المسرحية في المشهد الثاني إلى طفولة سيدي أبو مدين شعيب في نواحي إشبيلية بالأندلس، مبرزة صراعه مع إخوته الذين كانوا يرغمونه على رعي الأغنام، في الوقت الذي كانت فيه نفسه توّاقة للعلم والقرآن، ففرّ منهم وركب البحر نحو المغرب. ثم توالت المشاهد التي جسّدت معاناة شعيب الأندلسي في تحصيل العلم، إلى أن لازم شيخه أبو يعزى الذي أخذ عنه المبادئ الأولى للتصوّف وباقي العلوم. وتأرجح العرض بين الدراما والسرد التاريخي. ودون تغيير الديكور، جسد مرور واستقرار سيدي بومدين ببجاية في طريقه إلى الحج، وكيف احتضنه علماؤها وسكانها، إلى أن أصبح من أشهر العلماء في بجاية والمغرب الأوسط. فأقلقت شهرته السلطان أبو منصور يعقوب الذي أرسل جنده لطلبه، وكانت وقتها قوات الصليبيين تحاصر بيت المقدس في فلسطين، حيث كان شعيب الأندلسي يقاتل إلى جانب جيش صلاح الدين الأيوبي. وجسّد أحد المشاهد مشاركته في معركة حطين، وإطلاقه لخطاب حماسي شهير يحض فيه على الجهاد، في حين كانت المشاهد الأخيرة للحظة مغادرته بجاية نحو مراكش رفقة جند السلطان، إلى أن وافته المنية بواد قرب تلمسان في لحظات كانت الأكثر درامية.