يعيش سكان شارع المستقبل الواقع بوادي الرمان، التابع إداريا لبلدية العاشور بالعاصمة، أزمة مواصلات حادة، وهو الأمر الذي أبقى المجمع السكني معزولا، وفي قبضة ”الكلونديستان” الذين باتوا يفرضون أسعارا خيالية أمام غياب خطوط نقل تتوجه إلى الحي السكني المحاذي لغابة حظيرة التسلية لابن عكنون، مما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى موقف الحافلات وسط المدينة. عبر سكان الحي ل”المساء”، عن استيائهم من أزمة النقل التي باتت تجبرهم على التنقل مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا إلى وسط المدينة، موضحين في أنهم يقطعون مسافات طويلة تفوق الكيلومترين للوصول إلى محطات النقل أو المواقف الثانوية، والاستنجاد بحافلات النقل من خطوط أخرى. وأشار السكان إلى أن أصحاب سيارات ”الكلوندستان” أحكموا قبضتهم على النقل بالمنطقة، بعد أن حولوا مساحة شاغرة قرب الموقف الثانوي الوحيد للحافلات المتواجد على بعد كيلومترين ونصف من الحي، إلى محطة خاصة لركن السيارات، أمام غياب حافلات النقل الجماعي، حيث أوضح بعض السكان أن سائقي ”الكلوندستان” باتوا يفرضون قانونهم الخاص، باعتماد أسعار خيالية تصل إلى 200 دينار من المحطة إلى غاية الحي. واعتبر هؤلاء أن المبلغ المفروض لا يستطيع معظم السكان دفعه يوميا بغية التنقل، لاسيما بالنسبة لذوي الدخل المتوسط والضعيف، الأمر الذي أجبرهم على التنقل مشيا، وقطع مسافة طويلة تستغرق قرابة ال 45 دقيقة، بينما يرفض سائقو ”الكلوندستان” تخفيض السعر، وفي بعض الأحيان يضاعفونه خلال فصل الشتاء وأثناء تهاطل الأمطار، في ظل غياب تام للمصالح الوصية. وأفاد محدثونا من سكان حي ”المستقبل” أنهم ساخطون على المنتخبين المحليين الذين همشوا الحي السكني، والدليل على ذلك عدم برمجة أي مشروع بالحي لفك العزلة عنهم، مع عدم قيامهم بأي زيارة تفقد للحي قصد الوقوف على مشاغل ومشاكل المواطن. وفي سياق متصل، يواجه السكان مشكلا آخر، يتمثل في نقص عدد الأطباء والممرضين في العيادة متعددة الخدمات بالعاشور، رغم الكثافة السكانية التي يعرفها الحي، بسبب التوسع العمراني المذهل، مما يؤدي بالكثير من المرضى إلى التنقل إلى عيادات جوارية أخرى، مثل العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بالدرارية والدويرة لإجراء الفحص الطبي.