غياب المرافق الضرورية يحولها إلى مراقد العزلة هاجس سكان الأحياء السكنية الجديدة مشكل النقل.. المعاناة الأبرز تستمر معاناة سكان الأحياء الجديدة على غرار أحياء السبالة وجنان السفاري وعين المالحة وبئر توتة، وهي المقاطعات التي شهدت حملات للترحيل في الآونة الأخيرة من انعدام بعض المرافق الضرورية بذات المقاطعات، وعلى الرغم من تزويد تلك النواحي بمرافق إلا أنها لم تلمّ بمتطلبات السكان من حيث النقل وتوفير مختلف المصالح الضرورية الأخرى على غرار المصحات وملحقات للبلديات، بحيث يكلفهم الأمر قطع كيلومترات لغاية الوصول إلى المصلحة المعنية من دون أن ننسى خلو تلك المقاطعات من المحلات مما أدى إلى استعصاء تزود السكان بالمواد الاستهلاكية. فرحة السكان بسكناتهم الجديدة لم تدم طويلا عبر العديد من المقاطعات السكنية الجديدة بعد أن اصطدموا بمشاكل لا بداية ولا نهاية لها على رأسها غياب بعض المرافق الضرورية مما جعلهم يعيشون في عزلة، بحيث تتميز بعض الأحياء بقلة المرافق والتي تكاد تنعدم ببعض الأحياء الجديدة. الأسواق والنقل شبه منعدمين على غرار حي السبالة بدرارية الذي يشكو من تضاؤل النقل وكذا انعدام المحلات التي توفر المواد الاستهلاكية للمواطنين من دون أن ننسى انعدام الأسواق بذات المقاطعة مما يجبر الكل على الاتجاه إلى السوق المغطى ببئر خادم أو منطقة السحاولة للتبضع واقتناء مختلف الضروريات، وكذلك الوضع بجنان السفاري الذي يكاد يخلو من جل المرافق، ولحسن الحظ أن السكان الجدد وجدوا الحل هم الآخرون بشد الوجهة إلى السوق المغطى ببئرخادم لأجل جلب كل الضروريات على الرغم من بعده عن الحي بمسافة طويلة نوعا ما. وما يشكو منه السكان هو عدم توفر محطات ثانوية بأحيائهم الأمر الذي يؤرقهم كثيرا ويجعلهم يتوسلون دوما أصحاب وسائل النقل لأجل التكرم عليهم وإنزالهم بأحيائهم، ورأوا أنه لو زودت تلك الأحياء بمحطات ثانوية لأجبر أصحاب الحافلات على الدخول إليها، ما وضحته إحدى السيدات التي تقطن بجنان السفاري وتعمل بمنطقة بابا علي، إذ قالت إن أغلب سائقي حافلات النقل الخاص أو العمومي على حد سواء يمتنعون عن التوقف أمام الحي الذي تقطنه بدعوى انعدام محطة ثانوية وكذا تخوفهم من سحب الوثائق قي حال ضبطهم من طرف الشرطة، مما يجبرها على النزول بعيدا عن الحي وقطع المسافة مشيا على الأقدام، وطالبت بضرورة تدعيم الحي بمحطات ثانوية لضمان النقل للسكان وإبعاد مشقة التنقل مشيا على الأقدام بسبب بعد المسافات. أما أحياء السبالة وعلى الرغم من تدعيم بعض النواحي بخطوط نقل إضافية إلا أن السكان لازالوا يعانون في ذات النقطة وطالبوا بتخصيص حافلات من ذات الناحية باتجاه الجزائر الوسطى، خصوصا وأن رحلتهم باتجاه الجزائر تجبرهم على ربط عدة مشاوير إضافية مما يؤدي إلى الزيادة في معاناتهم إلى جانب آفة الاختناق المروري التي تجعلهم دوما في تأخر مستمر عن الالتحاق بمقرات عملهم. أما أحياء بئر توتة وعلى الرغم من انفراج الأزمة قليلا بعد تخصيص حافلات نقل اتوسا إلا أن السكان يقعون في فخ ندرة النقل في فترة غياب تلك الحافلات لأسباب متعددة، ويصطدمون بانعدام النقل الخاص، بحيث لا تلبي حافلات النقل الخاص التي تعد على الأصابع متطلبات سكان الأحياء الجديدة ببئر توتة ووجدوها الحاضرة الغائبة، بحيث تشهد تلك الأحياء خلوا تاما من حافلات النقل الخاص، ولا تظهر واحدة منها كظهور هلال رمضان إلا بعد مرور فترة طويلة قد تقارب الساعة لأجل نقل السكان إلى محطة القطار وكذا المحطة المركزية للحافلات كوجهتين بعيدتين عن الأحياء الجديدة مما أدى إلى تذمر السكان على حسب ما أعرب عنه أحد المواطنين الذي قال إنه لولا حافلات اتوسا لتذوق السكان الأمرين خصوصا مع الغياب التام لحافلات النقل الخاص التي لا تخدم مصلحة المسافرين بالأحياء الجديدة وطالب بضرورة تدعيم الأحياء الجديدة بسيارات أجرة جماعية. مدارس تنفجر بالتلاميذ يواجه أغلب الأولياء ومباشرة بعد ترحيلهم مشكل إدراج أبنائهم بالمدارس الجديدة ويذهبون في رحلة البحث على مقعد للدراسة، واصطدم الكثيرون برفض أبنائهم على مستوى المدارس بالنظر إلى الاكتظاظ التي كانت تعاني منه، بحيث وصل عدد التلاميذ في الأقسام إلى حدود 55 و 60 تلميذا، ووقع مدراء بعض المؤسسات التربوية التابعة للمقاطعات الجديدة في مشكل الاكتظاظ وقابلهم من الجهة الأخرى ضرورة توفير مقعد بيداغوجي للتلاميذ كحق يكفله الدستور، بحيث أن مشكل عدم توفير الصروح التربوية هو من المشاكل التي واجهت السكان الجدد وجعلتهم يصولون ويجولون بين مختلف المؤسسات التابعة للمقاطعة الجديدة حتى ولو كانت بعيدة لأجل الظفر بمقعد لأبنائهم، حتى هناك من عانوا من العنصرية وكانت الأولوية لأبناء المقاطعة، ما عانت منه سيدة من بئر توتة التي راحت تدرج ابنها في الطور الأول، وعلى الرغم من سنه القانوني للالتحاق بالطور الأول إلا أنها تفاجأت بمديرة المدرسة وهي تخبرها أن الأولوية هي للقاطنين القدامى بتلك المقاطعة ويأتي دور السكان الجدد بعدهم، وهو الأمر الذي اغتاظت منه السيدة وراحت تخبرها أن تعلم ابنها هو حق شرعي مكفول له قانونا واستعصى عليها الأمر كثيرا وتحملت مشقة الركض هنا وهناك بين مختلف الابتدائيات لأجل إدراج ابنها بالمدرسة. وبالفعل واجه العديد من المدراء نفس المشكل وعاشت الأقسام أجواء مشحونة ميزها الاكتظاظ ونقص الاستيعاب بسبب عجز المعلمين عن التحكم في زمام الأمور على الرغم من أنها كانت خطوة مهمة وأولى بالدراسة وضمان أماكن بيداغوجية للأطفال المرحلين قبل وطء أرجلهم بالأحياء الجديدة، وهو الحمل الثقيل الذي واجهه مدراء المؤسسات التربوية المستقبلة للتلاميذ الجدد، وكذا الأولياء الذين رأوا ضرورة عدم المراهنة بمستقبل أطفالهم. مشاريع في الأفق لفك العزلة يبدو أن بعض بلديات التي تضم أحياء جديدة على مستوى إقليمها شرعت في دراسة أغلب المشاكل التي يعاني منها المرحلون الجدد على غرار نقص النقل وأغلب المرافق الأخرى كالمستوصفات وملحقات البلدية ومصالح المياه والكهرباء، وكانت الغاية فك العزلة عن القاطنين بالأحياء الجديدة خصوصا وأن أغلبهم وفدوا من مناطق حضرية كانت تتوفر بها أغلب المرافق الضرورية من نقل وعلاج ومدارس، وذلك ما سارت على دربه بلدية بئر توتة التي تسعى بكل إمكانياتها إلى توفير الضروريات للسكان الجدد بالنظر إلى ضمّها الكثير من الأحياء الجديدة التي وفد أغلب سكانها من عاصمة البلاد وبالتالي تأقلمهم مع الحياة اليسيرة بالمدينة واستعصاء تحملهم مشقة الحياة العسيرة كما جاء على لسان نائب رئيس البلدية السيد حمداني لياس في حديث ل(أخبار اليوم)، إذ أوضح أن البلدية تسعى إلى توفير كل المرافق الضرورية وتقريبها من السكان الجدد على غرار الأسواق والمحلات ومصالح المياه وملحقة البلدية إلى جانب مشروع بناء مسجد، كما نقلنا له انشغال السكان فيما يخص تدعيم النقل بسيارات نقل جماعي تتكفل بمهمة نقل السكان من الأحياء الجديدة إلى محطتي القطار والمحطة المركزية للحافلات وتكون بسعر رمزي موحّد مثلما هو مطبق بالعاصمة، لدحر انتهازية سيارات الكلوندستان التي استغل أصحابها مشاغل السكان لأجل الانقضاض على جيوبهم إذ يصل سعر المشوار إلى 100 و150 دينار فرد أنهم سيدرسون النقطة، وأشار إلى توسّط البلدية بغية تدعيم خطوط النقل بحافلات اتوسا إلى نواحٍ متعددة من العاصمة. ويواجه أغلب السكان ببقية المقاطعات نفس المشاكل التي تتمحور في مشكل النقل وانعدام بعض المرافق الأخرى، ووجدوا أنهم ودعوا مشكل السكن بأحيائهم القديمة ليواجهوا حياة العزلة وغياب المرافق بأحيائهم الجديدة التي يراها البعض أنها مراقد لا تصلح إلا للنوم في ظل غياب أغلب المرافق. يحدث هذا في ظل تسطير الحكومة لمخطط يكفل توفير مختلف المرافق قبل الشروع في عمليات الإسكان بالمقاطعات الجديدة لعدم الاصطدام بتلك المشاكل التي باتت روتينية، في الوقت الذي يطالب فيه السكان التعجيل بترحيلهم، ورأى بعضهم أن غياب المرافق لا يأتي في ربع ما يعانون منه في الأحياء القديمة والبيوت القصديرية، كما رأوا أنه كان من الضروري دراسة تلك النقاط قبل الشروع في تشييد تلك الأحياء. فيا ترى ما هي الحلول التي ستنتهجها السلطات المكلفة بالإسكان لامتصاص غضب المواطنين، بعد أن وقعت بين نارين نار المطالبة بتعجيل عملية الترحيل وانطلاق وتيرة الاحتجاجات مؤخرا ببعض الأحياء، ونار انعدام المرافق الضرورية بأغلب الأحياء السكنية الجديدة التي ستستقبل السكان وهي بالفعل معادلة صعبة جدا.