أصدر المصور الصحفي حسين زورار عن منشورات ”اغلاي” (Aglaë) المتخصصة في الكتاب الفني، ألبومه ”الجزائر بلا قناع” (Algérie dévoilée)، يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لأماكن، مناظر ومشاهد من الحياة اليومية للجزائر التي بدأت تعود إليها الحياة بعد سنوات من الإرهاب. يسعى المصور في هذا العمل الذي وقّع تقديمه التشكيلي والنحات الفرنسي فرانسوا باسكال كونفير، إلى إعادة الاعتبار لعمل المصور الصحفي وإبراز الإرهاصات الأولى لعودة الأمل في الحياة عن طريق استرجاع الفضاءات العامة في مطلع عام 2000. ركز صاحب هذا العمل الذي تضمن أكثر من مائة صورة أخذت في الفترة الممتدة بين 2001 و2012 على إبراز مظاهر عودة الحياة تدريجيا إلى الجزائر، وأحياء رمزية مثل ساحة الشهداء، حي باب الوادي وساحة بورسعيد. وتجسيدا لعودة الحياة التدريجية، عمد الفنان إلى التقاط صور في يوم كسوف الشمس، حيث ظهرت المدينة شبه خالية من سكانها، وتعود الحياة من جديد من خلال استعادة السكان لأماكن وفضاءات بالعاصمة، مثل ”مقهى ملاكوف” ملتقى مغني الشعبي وكذا في المساحات الخضراء وحدائق التسلية التي بدأت تسترجع روادها. كما تجولت كاميرا حسين زورار في حي القصبة العتيق، قلب العاصمة النابض، حيث ركز المصور على إبراز معالمه التاريخية، كونه أخذ في استرجاع الأمل وبدأ ينبض من خلال صور أطفال يلعبون بالكرة وآخرين عائدين من المدرسة، كما لم تفوت عدسة الكاميرا الدقيقة في ال 30 صورة التي كرست للقصبة، إظهار الوضع المتردي لبناياتها جراء الإهمال. وتضمن الألبوم صورا عن منطقة القبائل، لاسيما المدن الساحلية مثل؛ أزفون، توجة وتقزيرت، مركزا على التغيرات التي بدت عليها وبداية عودة المصطفين إلى شواطئها. كما أفرد حسين زورار في هذا العمل الفني صورا جميلة لمدينة قسنطينة التي تظهر ولع المصور بالجسور والقناطر. وترسيخا لعودة الحياة إلى كل أرجاء الجزائر، انتقلت الكاميرا إلى منطقة الشلف، أين جاء الفنان بصور عن قرية عانت الكثير من الإرهاب في التسعينات، مبرزا عودة الحياة والأمل من خلال مظاهر احتفالية. كما نقل الفنان صورا لمناظر طبيعية خلابة تنوعت بين البحر، شواطئه وموانئه، والجبال و الجنوب برماله الذهبية في هذا العمل الذي أراد من خلاله إعادة الاعتبار للمصور الصحفي. للإشارة، حسين زورار مصور صحفي منذ السبعينات، صاحب الصورة الشهيرة (مادونة بن طلحة) التي جابت العالم والتقطها في 23 سبتمبر 1997 غداة المجازر الإرهابية التي اقترفت بهذا الحي، نال عن هذه الصورة عدة جوائز منها جائزة ”World press photo 1998” في صنف البورتريهات، وجائزة ”بايو لمراسلي الحرب” سنة 1988، شارك أيضا في عدة معارض بأكبر المدن الأوروبية والأمريكية، إلا أنه لم يقم سوى ثلاثة معارض بالجزائر بين سنتي 1974 و1988.