رفع فريق شباب قسنطينة عشية أول أمس، التحدي بعدما حقق أول فوز لنادي جزائري على فريق أسيك ميموزا الإيفواري، في المقابلة التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي لحساب الدور ثمن النهائي من كأس الاتحاد الإفريقي، حيث قطع الفريق القسنطيني نصف الطريق للتأهل إلى الدور المقبل في انتظار مقابلة العودة يوم 30 مارس الجاري والتي ستكون جد صعبة بملعب فليكس هوفوي بواني بالعاصمة العاجية أبيدجان. الشباب الذين كانوا مدعومين بآلاف الأنصار، عرفوا كيف يسيرون بذكاء لقاء كان يوصف بالصعب بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها أصحاب البذلة الصفراء وتاريخهم العريق مع التتويجات، حيث يكفي القول بأن النادي الذي أسس سنة 1948، حصد 49 لقبا بين قاري وداخلي، وكان الخوف باديا على ملامح أشبال المدرب الفرنسي لشباب قسنطينة، برنار سيموندي في بداية اللقاء، خاصة في ظل الدخول القوي للفريق الضيف الذي هدد مرمى الحارس محمد سيدريك عن طريق هداف أسيك بوا كوفي الذي انفرد بحارس الشباب في الدقيقة ال27 وكاد يفتتح باب التسجيل لولا براعة سيدريك. وبدأ الفريق المحلي يدخل في اللقاء شيئا فشيئا ويؤمن بقدراته خاصة وأنه كان مدعوما بأنصاره، حيث خرج الشباب من قوقعته ونظم لعبه ورد على هجومات الضيوف عن طريق رأسية جيل في الدقيقة ال32 التي جانتب القائم الأيسر للحارس بادرا وقذفة بارتي في الدقيقة ال43 التي استقرت بين أحضان حارس أسيك، ليعود الفريقان إلى غرف تغيير الملابس بنتيجة التعادل السلبي وخلال الشوط الثاني حاول كل فريق تسجيل هدف السبق. ولم يتمكن أصحاب الأرض من تجسيد مبتغاهم حتى الدقيقة ال79، بعدما توغل المهاجم دراق على الجهة اليسرى ودخل منطقة العمليات، ولم يحد حارس ميموزا من سبيل أمامه لإيقافه إلا عرقلته، مما دفع بالحكم الغابوني أوطوغو كاستان، للإعلان عن ضربة جزاء نفذها بنجاح المتألق سامر معلنا عن افتتاح باب التسجيل لفريقه، وضيع الشباب هدفين محققين قبل نهاية المقابلة، بعد مخالفة بهلول من على بعد حوالي 22 مترا والتي صدتها العارضة الأفقية، شأنها شأن رأسية حنايني في الدقيقة ال86، قبل أن يعلن الحكم الغابوني عن نهاية المقابلة بفوز الفريق المحلي الذي حقق إنجازا تاريخيا بعدما أطاح بفريق يعد من أحسن الفريق على المستوى الإفريقي.وحسب مدرب شباب قسنطينة، الفرنسي، برنار سيموندي الذي صرح عقب نهاية اللقاء، أن فريقه فاز بنصف التأشيرة في انتظار لقاء أبيدجان الذي سيكون صعبا حسب وصفه، مضيفا أن فريقه واجه صعوبات كبيرة بالنظر إلى مستوى الفريق الضيف من جهة ومن جهة أخرى بسبب عدد الإصابات الكبيرة الذي تعرفه التشكيلة بعدما بلغ عدد المصابين 8 لاعبين، وحسب سيموندي فإن فريقه أرتكب العديد من الأخطاء خلال الشوط الأول، كادت تكلفه غاليا، ليضيف أن إرادة اللاعبين كانت كبيرة من أجل تحقيق الفوز وإهدائه لآلاف الأنصار الذين تنقلوا إلى ملعب الشهيد حملاوي، معتبرا أن فريقه سيتنقل إلى أبيدجان للحصول على ورقة التأهل ولن يكون في رحلة سياحية.أما مسجل الهدف الوحيد سامر، فقد قال أنه كان متأكدا من تسجيل ركلة الجزاء خاصة وأنه متعود على تنفيذ مثل هذه الضربات وقل ما يخطئ هدفه، مضيفا أنه وزملائه سيحاربون في أبيدجان من أجل نزع ورقة التأهل إلى الدور القادم وتحقيق هدف الفريق بالتأهل إلى دور المجموعات. من جهته، قلّل مدرب أسيك ميموزا سيكا طراوري، من شأن الهزيمة التي مني بها فريقه بقسنطينة، معتبرا أن نتيجة هدف لصفر التي انتهى عليها اللقاء، سهلة التدارك في لقاء العودة، خاصة بعدما اكتشف مستوى الفريق المنافس الذي وصفه بالمستوى المحدود، وواصل مدرب الأسيك ميموزا حربه النفسية، حيث أكد أن فريقه لن يجد صعوبة في التأهل إلى دور المجموعات، بهذا المستوى لفريق شباب قسنطينة. وعرف لقاء أول أمس، حضورا مميزا لأنصار شباب قسنطينة، الذين حولوا الملعب في الدقيقة ال60، إلى كتلة نارية كبيرة بسبب مئات الألعاب النارية التي تم إشعالها، رغم أن نتيجة اللقاء كانت متعادلة، وصنع السنافر أجواء جميلة قبل بداية اللقاء من خلال التيفو الكبير الذي صنعوه على المدرجات والذي كتب عليه كلمة عميد باللون الأبيض تتوسطها خريطة القارة الإفريقية بالألوان الثلاثة، الأخضر، الأصفر والأحمر، كما حضر اللقاء عدد من السلطات المحلية وعلى رأسها والي قسنطينة الذي كان برفقة الرئيس الشرفي للفريق الجنرال، المتقاعد محمد بتشين. للإشارة فإن فريق شباب قسنطينة، سيطير يوم الخميس إلى أبيدجان في رحلة جوية مباشرة عبر خطوط الطاسيلي للطيران، حيث سيرافقه في الرحلة فريق وفاق سطيف الذي سينزل بالكاميرون والذي سيلعب لقاء العودة لحساب الدور ثمن نهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا ضد فريق كوتون سبور الكاميروني، بعد لقاء الذهاب الذي لعب يوم أول أمس بسطيف وانتهى لصالح أشبال خير الدين مضوي بنتيجة هدف لصفر.