رست، أمس، بميناء الجزائر، أربع سفن حربية تابعة للبحرية الإيطالية، كآخر محطة لها في رحلة دامت قرابة خمسة أشهر، شقت خلالها 17 دولة عربية وإفريقية مطلة على الأبحر والمحيطات، وذلك على مسافة 40 ألف كلم، وستتوقف هذه المجموعة البحرية بميناء الجزائر، إلى غاية الثالث أفريل، في إطار حملتها متعددة الأهداف، والتي تعتمد استراتيجية متكاملة تجمع بين التدريب العسكري، تمتين العلاقات الدبلوماسية، الترويج التجاري والخدمات الإنسانية وهي الطريقة الفريدة من نوعها التي جعلت من السفن الحربية معرضا متنقلا يمكّن المطلعين من التعرف على مختلف المنتجات. وتضم المجموعة فرقاطة متعددة المهام، وسفينة إسناد وتموين بالنفط وكذا سفينة عملاقة حاملة للطائرات وهي التي زارها ممثلو وسائل الإعلام وتم على متنها تدشين معرض لمختلف الشركات الإيطالية المختصة في الصناعات الحربية وغير الحربية، ومنظمات إنسانية تابعة للصليب الأحمر، وهي الاستراتيجية الحديثة التي تعتمدها إيطاليا للترويج لسلعها في مختلف الدول التي تزورها. وبعد أن قام قادة السفن بزيارة مجاملة لقائد الواجهة البحرية الوسطى، العميد سماح زين الدين، وفق ما تقتضيه التقاليد البحرية، وتبادلوا خلالها الهدايا التذكارية، تم عقد ندوة صحفية على متن السفينة حاملة الطائرات التي رست قبالة الميناء، نشطها قائد المهمة البحريةو الأميرال باولو تريوو رفقة السفير الإيطالي بالجزائرو السيد جيمباولو كانتينيو الذي أكد أن حسن الاستقبال من تقاليد الجزائر، وأن هناك علاقات احترام وتعاون نوعية بين البلدين في مختلف الميادين، مشيرا إلى أن إيطاليا تعد ثالث دولة بالنسبة للجزائر بعد الصين وفرنسا من حيث استيراد مختلف السلع. كما ذكر المتحدث أن الجزائر تعد ثاني دولة بالنسبة لإيطاليا في ميدان التزود بالمنتجات البترولية، بقيمة 9 ملايير دولار سنويا، وللتدليل على توثيق أواصر الصداقة، ذكر السفير أن طلبات التأشيرة تضاعفت خلال 2013، كما ذكر أن 2014 ستكون سنة مهمة لأنه ستعقد خلالها القمة الثالثة بين البلدين لتوطيد عرى التعاون والعلاقات الثنائية، وفي هذا الصدد، قال السيد جيمباولو أن بلده سيدفع بدول الاتحاد الأوروبي لمساعدة دول جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط. أما قائد المجموعة البحرية، الأميرال باولو تريو، فذكر أنه زار الجزائر من قبل، ويعرف العديد من الإطارات الجزائرية التي أجرت تكوينها بإيطاليا، مشيرا إلى أن التعاون المشترك في إطار دول 5+5 والتمارين المشتركة بين البحريتين يبين دور الجزائر في حوض المتوسط. وعن هدف الزيارة، قال الأميرال باولو تريو أنها متعددة فبعضها عسكري وآخر تجاري وكذا إنساني وأن الحملة التي قادت مجموعته البحرية كانت لتدريب البحارة وتمكينهم على العمل في المحيطات والمناطق الاستوائية، وتمتين علاقات التعاون العسكري مع الدول التي يزورونها، إلى جانب الترويج لمختلف الشركات المختصة في الصناعات الحربية ومنها السفن والأسلحة، وحتى السلع ذات الاستعمال المدني، وهي مبادرة غير مسبوقة، بل وتضم ممثلين عن منظمات إنسانية تقدم مساعدات صحية مجانية، وكشف أحد ممثلي شركات بناء السفن الحربية أن مؤسسته قامت بصناعة سفينة حربية حديثة بطلب من البحرية الجزائرية، حيث يتم تجريبها وتكوين الإطارات التي ستتكفل بتشغيلها، وسيتم تسليمها للجزائر في سبتمبر القادم. كما قدم قادة السفن وممثلو الشركات العارضة لسلعها على متن السفينة مداخلات شرحوا من خلالها ما تقدمه مؤسساتهم من منتجات وخدمات، في خطوة للترويج، وقام العارضون بتقديم شروحات لإطارات البحرية الجزائرية.