اتهمت منظمة الأممالمتحدة، أمس، الجنود التشاديين المنتشرين في إفريقيا الوسطى بإطلاق النار دون سبب على جمع غفير من الناس بقلب العاصمة بانغي، مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا وإصابة 300 آخرين. وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، إنه و«بمجرد أن بلغت القوات التشادية مدخل أحد أهم أحياء العاصمة بانغي فتحت نيران أسلحتها على الناس من دون أن يكون هناك داع”. وأضاف أن الجنود التشاديين واصلوا إطلاق النار رغم حالة الهلع والرعب التي عمت الناس الذين فروا نحو كل الاتجاهات”. وقتل ما لا يقل عن 30 شخصا وأصيب حوالي 300 آخرين من بينهم نساء وأطفال ومعاقون حركيا في عملية إطلاق نار نفذها جنود تشاديون السبت الماضي، ضد سوق بقلب العاصمة بانغي ثم سرعان ما انسحبوا. وهو ما جعل المسؤول الاممي يتساءل عن السبب الذي دفع بهؤلاء الجنود إلى التصرف بمثل هذه الطريقة الدامية التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى خاصة وأنه أكد أن هؤلاء الجنود ينتمون للجيش الوطني التشادي وليس أولئك المنخرطون في القوة الإفريقية لحفظ الأمن والاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى ”ميسكا”. وقال كولفيل أنه ووفقا لنتائج التحقيقات فإن الجنود التشاديين أفرطوا في استخدام القوة بعد أن أطلقوا النار على سوق يتواجد بها مدنيون غير مسلحين. وتعتبر هذه العملية الأخطر من نوعها التي يتورط فيها جنود أجانب منذ اندلاع الأزمة في هذا البلد، شهر مارس 2013، وتصاعدت لتصل إلى حرب طائفية بلغت حد التطهير العرقي يستهدف بالدرجة الاولى المسلمين. ورفضت التشاد اتهامات الأممالمتحدة ونددت بما وصفتها ب«حملة خبيثة” ضد جنودها المنتمين للقوة الإفريقية ”ميسكا”. وقررت سحب قواتها في خطوة مفاجئة أثارت استياء السلطات في بانغي باعتبار أن نجامينا تعتبر من بين أهم الممولين لهذه القوة التي تضم في صفوفها 850 جنديا تشاديا، لكنها قوبلت بارتياح في الشارع بجمهورية إفريقيا الوسطى.