تتواصل جهود تسوية الأزمة التي تعرفها جمهورية افريقيا الوسطى، منذ ديسمبر الماضي، وبينما تركز الجهود الدولية على وقف القتال بين طرفي النزاع، تبقى تصورات المخرج السياسي للازمة غامضة، بعد اسقالة الرئيس جوتوديا، ما سيقي البلاد في مرحلة انتقالية أخرى. ساد هدوء حذر أحياء عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي بعد مواجهات بين مقاتلين من حركة سيليكا والميليشيات المسيحية، ودعا قائد أركان قوات الأمن الجنود الذين انضموا إلى الميليشيات المناهضة لجوتوديا إلى العودة للثكنات بحلول أمس الاثنين، وتوجه مقاتلو المعسكرين إلى بعض الأسواق في بانغي وفتحوا الحواجز فاسحين المجال أمام حرية تنقل السكان مجددا حسب ما ذكرت مصادر صحفية، وجاء ذلك عقب إعلان الرئيس الانتقالي ميشال جوتوديا، ونائبه رئيس الوزراء، عقب نشوب حرب أهلية بين الميلشيات المعارضة لتنظيم السيليكا الذي سيطر على الحكم عقب الإنقلاب على الرئيس السابق فرنسوا بوزيزي، وأخذ القتال نزعة دينية بين المسيحين والمسلمين، الأمر الذي أوقع مجازر شبيهة بالتطهير العرقي. وسقط أزيد من ألف شخص وتشرد نحو مليون آخرون إثر الأزمة كما أن هناك أكثر من مليوني شخص آخرين بحاجة إلى معونات حسب الأممالمتحدة. ويقول سكان بانغي أنهم» بحاجة للسلام لأننا فقدنا كل شيء فقدنا شعبنا، وأهالينا وأطفالنا ولانريد الحرب أبدا». وتعاني جمهورية أفريقيا الوسطى من أزمة إنسانية منذ أن انتفض ائتلاف «سيليكا» منذ عامين. ورغم الأجواء الشديدة التوتر وسيطرة المظاهر العسكرية على الوضع الذي يبقى تحت السيطرة، حسب القوات الفرنسية، عمت الفرحة في الأوساط الشعبية بإفريقيا الوسطى بعد استقالة الرئيس ميشال جوتوديا ورئيس وزرائه اللذين لم يعودا من نجامينا، أين حضرا قمة نجامينا بالتشاد التي أقامته دول الجوار بعد تفاقم الأوضاع، وتحدثت مصادر، في المقابل عن إصابة شخصان على الأقل بجروح في بانغي جراء إطلاق نار خلال عمليات نهب استهدفت محال تجارية يملكها مسلمون، وذلك بعد يوم من استقالة الرئيس ميشال جوتوديا. وألقى السكان باللائمة على عناصر من حركة «سيليكا» الداعمة لجوتوديا. وقال سكان إن صوت إطلاق نار سمع ليلا دون معرفة مصدره، وأشارت مصادر صحفية إلى أن لصوصا أفرغوا متاجر من محتوياتها بعد أن خلعوا أبوابها. فيما تقوم مدرعات قوة «سنغاري» الفرنسية ووحدات من القوة الأفريقية «ميسكا» بدوريات في أكبر محاور المدينة، وتتمركز على التقاطعات الأساسية من أجل بسط الأمن تدريجيا. الوكالات