أكد الدكتور يوسف بلمهدي مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية أمس، أن ما يحدث في غرداية لا علاقة له بالاختلاف العقائدي بين المذهب الإباضي والمالكي، متهما أطرافا خفية بتأجيج نار الفتنة بين الجزائريين بالمنطقة لأغراض شخصية؛ بهدف زعزعة استقرار البلاد. وأكد بلمهدي لدى حلوله ضيفا على برنامج “ضيف الصباح” للقناة الأولى، أن وزارة الشؤون الدينية قامت بعدة مبادرات منذ ظهور بوادر الفتنة بالمنطقة، وذلك من خلال حث أئمة كلا المذهبين الإباضي والمالكي على التقرب من المواطنين وتحسيسهم بضرورة عدم الانصياع وراء صانعي الفتن، مع التأكد من أن الأحداث لا علاقة لها بالاختلاف العقائدي. وحسب التقارير التي وصلت الوزارة من طرف مديرية الشؤون الدينية، فإن المشكلة لم تكن يوما عقائدية إلا في بعض الأمور الفقهية، وهي نفسها التي تَعايش بها المذهبان لقرون من الزمن من دون مشاكل. من جهة أخرى، لم يُخف بلمهدي خشيته من تنامي الفتنة نتيجة التغذية المستمرة للشحناء والضغينة من طرف مجهولين ينوون الصيد في المياه العكرة، مستغلين الاختلاف المذهبي بالمنطقة لتأجيج الأوضاع التي تتصاعد في كل مرة بعد أن يتم الحديث عن عودة الاستقرار، وهو ما يستدعي تدخّل الجهات الأمنية لوضع حد لهذه الشبكات التي يمكن أن نقول عنها “إجرامية”. وفي حديث ممثل وزارة الشؤون الدينية عن أهمية الخطاب المسجدي لتهدئة الأوضاع، أكد أن المساجد التي يرتادهها أكثر من 15 مليون مصلٍّ تنزلق يوما إلى خطاب الفتنة، وستبقى حيادية، مهمتها الدعوة إلى الفضيلة ولمّ الشمل من دون الابتعاد عن انشغالات الناس اليومية.