سيتم تحويل ”نزل المدينة” العتيق المتواجد بوسط مدينة سوق أهراس، الذي بني في 1887 لاحتضان مصالح الإدارة الاستعمارية إلى متحف للفنون والتاريخ. وذكر السيد عمر مانع، مدير الثقافة بالولاية، أن قرار تحويل هذه البناية التي يعود تاريخ بنائها إلى 1887، جاء باقتراح من وزارة الثقافة وولاية سوق أهراس، حيث تم إبرام اتفاقية بين المديرية والوكالة الوطنية لإنجاز المشاريع الثقافية الكبرى، لتحضير الدراسة ومتابعة أشغال ترميم هذه البناية التحفة. وأوضح المسؤول أن عملية ترميم هذه البناية التي كان يستدل بها من يجوب أحياء وشوارع المدينة، واحتضنت مراسيم عقود قران لكثير من الناس، خصص لها غلاف مالي معتبر بقيمة 5ر12 مليار دينار. وستمس عملية الترميم التي سيشرع فيها قبل نهاية 2014، أي مباشرة بعد استكمال الدراسة التقنية الدقيقة للمنشأة، الجدران والسماكة والكهرباء. وذكر السيد مانع، أن هذه البناية العتيقة عرفت في 2001، عملية ترميم وصفت بغير الناجحة، وذلك في ظل غياب مكاتب دراسات مختصة في ترميم مثل هذا النوع من البنايات، ومقاولات لها دراية كافية في مجال ترميم مثل هذه المباني العتيقة. ومن جهتهم أكد عدد من المهتمين بالتراث والشأن الثقافي بعاصمة الولاية، على ضرورة إسناد عملية ترميم هذه التحفة إلى مكاتب دراسات متمكّنة، ويد عاملة مؤهلة في الميدان للحفاظ على الطابع الجمالي لهذا الصرح الثقافي المميز الذي يعد تحفة مدينة سوق أهراس، ومعلمها الرمزي بامتياز. يذكر أن بناية ”نزل المدينة”لسوق أهراس، التي بنيت على مساحة 420 متر مربع كانت تضم وقتها مصالح الإدارة الاستعمارية، مثل حجرات لمصالح البلدية ومحافظة الشرطة، وقاعة للاجتماعات وأخرى للحفلات والأفراح. وكان عدد سكان سوق أهراس يقدر وقتها ب8997 نسمة. واستعملت هذه البناية ذات الهندسة المعمارية الجذّابة أيضا كمركز أمني أثناء الفترة الاستعمارية، وبعد الاستقلال أصبحت مقرا للمجلس الشعبي البلدي، وهي حاليا في حالة نشاط مناسباتي، حيث أقيمت بها عديد معارض الفنون التشكيلية، وتعد من أهم البنايات بالنظر إلى طابعها المعماري المتميز.