أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، السيد إبراهيم غالي، أن التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن الدولي، يعد إيجابيا إلى أبعد الحدود. واصفا هذا التقرير بالثري والطموح لاسيما مع إقراره القوي بكون قضية الصحراء الغربية، مشكل تصفية استعمار من القارة الإفريقية. وعبّر السفير الصحراوي، خلال أشغال يوم دراسي نظم أمس، بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بن عكنون -الجزائر العاصمة-، تناول موضوع ”السّلم وتقرير المصير في الصحراء الغربية”، عن أمله الكبير في أن يبادر مجلس الأمن، بكل قوّة بمراجعة كيفية معالجة القضية الصحراوية بالشكل القانوني المعمول به، خاصة وأن المجلس قام سابقا بتحديد صفة النزاع بطريقة قانونية واضحة لا يشوبها أي شك أو ريب. كما ثمّن المتحدث في السياق، مضمون هذا التقرير الذي سلّط الضوء بوضوح على استغلال المملكة المغربية، غير الشرعي لثروات وخيرات أراضي الصحراء الغربية، وذلك بالتواطؤ المفضوح للشركات الأجنبية المتعاقدة معها، مشددا على ضرورة الالتزام بما نصّت عليه هذه الوثيقة الدولية خاصة ما تعلّق بأهمية الاعتراف بمصالح سكان الأراضي غير المستقلة، واعتبارها أساسية طبقا للمادة 73 من الفصل 11 للميثاق الأممي. وأضاف الدبلوماسي الصحراوي موضحا، أن هذا التقرير سيمهد للمراحل المستقبلية ابتداء من 2015، فيما يتعلق بمسيرة تنظيم استفتاء تقرير المصير، خاصة وأنه أمهل المملكة المغربية للاقتناع أكثر بحتمية التعاطي الايجابي والسلمي مع مفاوضات تقرير المصير، والاعتراف بفعل الاحتلال غير المشروع للصحراويين.ولم يخف المسؤول الصحراوي، توقّعه بإمكانية اللجوء إلى دفع أعضاء مجلس الأمن للقيام بمراجعة شاملة وعميقة لإطار مسار المفاوضات المعروض على جبهة البوليزاريو والمغرب سنة 2007، في حالة عدم افتكاك اعتراف مغربي رسمي فيما يتعلق باحتلال الصحراء الغربية، وضرورة التعجيل بمنح شعبها الاستقلال المنشود. ومن جهة أخرى، عبّر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيد سعيد العياشي، في تدخل عن أمله الكبير في أن يعجّل مجلس الأمن الدولي بإصدار لائحة أممية تضمن تكريس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وحماية ثرواته وخيراته، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات من شأنه تأكيد الموقف الثابت والراسخ للجزائر في دعم القضية الصحراوية، وتوسيع رقعة التضامن الدولي. ودعا العياشي، في هذا الشأن كافة الدول والمنظمات الحقوقية، والنقابات الدولية إلى إثراء وتثمين التقرير المذكور، باعتباره آلية قانونية دولية من شأنها إعطاء دفع قوي لاستقلال الصحراء الغربية، وتحريرها من الاحتلال المغربي. كما أشار الباحث والمحلل السياسي اسماعيل دبش، في مداخلة له حول طبيعة النزاع بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، إلى توافق استراتيجي بين الدول الكبرى تجاه الملف الصحراوي، رغم وجود منافسة كبيرة بين هذه الدول حول مسؤولية تسيير آخر مستعمرة في القارة السمراء. مشددا في مداخلته على أهمية الاحترام الدولي للحدود الموروثة عن الاستعمار خاصة في إفريقيا، قصد الحد من تفاقم الأزمات الأمنية والنزاعات الحربية.وقال في هذا الشأن ”إن مشاكل الحدود الموروثة عن العهد الاستعماري كانت سببا في افتعال أزمات بين بعض الدول المستعمرة، وهو ما يستدعي التعقّل وانتهاج الدبلوماسية الحكيمة في إيجاد حلول نهائية لهذه المشاكل”. وجدير بالذكر، أن تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه أساتذة جامعيون بمداخلات حول الموضوع، على غرار صويلح بوجمعة، وعمار بلخوجة، جاء بمبادرة من المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، بالتنسيق مع اللجة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.