ضيفنا لهذا الأسبوع كريم مضياف، عاشق للفن الراقي النظيف تأثر في بداية مشواره بناظم الغزالي والأصوات الجبلية كصوت العملاق الراحل وديع الصافي وصباح فخري هو من خريجي مدرسة كان لها وزنها ألا وهي مدرسة ”ألحان وشباب”، الأكاديمية الفنية التي بعثت للوجود نجوما كبارا، إذ افتك وقتها أي في سنة 1979 المرتبة الأولى بأدائه لأغنية من التراث المغاربي ”والله ياغنية” ليبدأ مشواره الفني بخطى واثقة وبأغنية ناجحة هي ”حنت هاي حنت”، شارك في عدة حصص تلفزيونية منها ”موزاييك” إخرج محمد حازورلي و”رحلة إلى الوادي” إخراج لحبيب فوغالي، فناننا يحمل إسما على مسمى”محمد محبوب” هو بالفعل محبوب من الجميع الصغير والكبير، هو فنان غنى للحب وتغزل بجمال المرأة السوفية ونادى لعودة الوئام والمصالحة الوطنية من خلال ”الصلح خير” الأغنية المصورة التي بثتها القنوات التلفزيونية وشجع الفريق الوطني ب ”أفراح الجزائر” الأغنية المصورة أيضا التي واكبت انتصار الجزائر في أم درمان بالسودان، إلتقيناه بوادي سوف ولم نفوت طبعا فرصة محاورته ومعرفة جديد أخباره... محمد محبوب من الفنانين المتجددين، حركة دائمة وإنتاج متوفر رغم العراقيل فما سر هذا العطاء المتواصل؟ السر يكمن في كوني أؤمن أن الفنان عطاء، فهو كالنبع الذي لا يجف أبدا مهما استغل ماؤه الصافي يعطي دون حساب ولا ينتظر جزاء ماديا بقدر ما يرجو الحب الصادق من طرف جمهوره الوفي المتواجد في كل مكان، فحب الناس هو أكبر نعمة حظيت بها وهذا ما يسعدني بالفعل ويدفعني لأبذل دائما جهدا جديدا وأبدع لأجل إرضاء الجميع..
سبق وأن اعترفت ل”المساء” بقلة حظك لكثرة تهميشك البالغ حد الإقصاء من المهرجانات والاحتفاليات، فهل لازال سوء الحظ يلازمك؟ الحقيقة أن الفنان الأصيل عندنا يبتلى كثيرا بالتهميش وهذا كان حظي دائما، لكن اليوم لن أخفي عليك أن الأمور بدأت تتحسن نوعا ما، خاصة بعد أن سويت وضعية الفنان وصار بإمكانه الحصول على بعض حقوق هضمت لعقود كثيرة، هذا الأمر أعاد إليّ شخصيا الأمل في غد أفضل ودفعني لإتمام مشواري ومضاعفة العطاء في مجال الأغنية السوفية التي وجدت لها جمهورا كبيرا في مشارق الأرض ومغاربها ومنها المملكة العربية السعودية، إذ شاركت منذ فترة وجيزة باحياء عرس بطلب ودعوة شخصية والحفلة كانت بين قوسين من باب المجاملة أي مجانية فلا يمكنك تصور صدى ونجاح وتهافت المدعوين على الطرب السوفي وهذا ما أسرّني وأثلج صدري بالفعل .......
يُعرف عنك أنّك من الفنانين العاشقين للفن، لدرجة أنه سبق وأن ضحيت بسيارتك لأجل إنتاج كليب مصور أهديته للفريق الوطني بقى للأسف حبيس الأدراج فما تعليقك؟ قبل أن أجيب على هذا السؤال، أؤكد أن محمد محبوب ليس من الفنانين الذين يستغلون المناسبات وأفراح الجزائر للمتاجرة بإنتاجاتهم، إذ أن كل ما أنتجه للجزائر والألوان الوطنية هو مجاني فبالفعل سبق وأن حضرت أغنية رياضية كان ذلك في 2009 اضطررت لبيع سيارتي لأجل مساندة الفريق الوطني وحبا في بلدي وأنتجت كليبا حماسيا بكلمات مهذبة معنونا ب ”أفراح الجزائر” كلمات وألحان الصادق جمعاوي توزيع فؤاد ومان سلمته للقنوات العمومية الثلاث، لكن الذي حيّرني هو أن كل الأغاني التي شجعت الفريق الوطني بثت عدا ما قدمته أنا، حيث بقى حبيس الأدراج لأسباب أجهلها بصراحة، لكن هذا لم يحط من عزيمتي ومساندتي للفريق الجزائري، إذ في الأفق مفاجأة ..
هذا يعني أن هناك جديد؟ أكيد وجديدي هو ”سيري يا الخضرة”، الأغنية التي انتهيت من تصويرها وقدّمت نسخا منها للقنوات التلفزيونية العمومية على أمل أن لا تهمل هذه المرة وتعطى قدرا من الأهمية هي من كلمات: أبو هناء وألحان محمّد فؤاد ومان، تركيب نصر محبوب إنتاج محمد محبوب واستعنت أثناء التصوير بالفنك هذا الحيوان السريع الذي لا يظهر إلا في الربيع ويصعب إمساكه لأبين سرعة وقدرة عناصر الفريق الوطني على المجابهة والتحدي والنصر مهما كانت قوة الخصم، بالمناسبة أشكر كل من ساهم في نجاح هذا الكليب من أطفال وشباب مدينة الوادي، دون أن أنسى والي الولاية ومسؤوليها على الدعم والمساندة وكل ما أتمناه هو أن ينال رضا الجمهور الجزائري وأنصار الفريق الوطني في كل أصقاع العالم وأن يكون الفوز حليفنا في المونديال يارب ولم لا؟..