يلجأ بعض الشباب إلى إضافة لمسات خاصة على مركباتهم، على غرار الأشرطة اللاصقة مختلفة الألوان ليتخيل للناظرين أنها سيارة رياضية، أو الزجاج المعتم أو حتى تغيير لون لوحة الترقيم، تقودهم إلى دفع غرامات مالية، لاسيما أن بعض هذه الزينة هي في الحقيقة مخالفات يقومون بها دون دراية. وحول هذا الموضوع، كانت ل”المساء” زيارة إلى صالون التكنولوجيات الجديدة للأمن الوطني الذي نظم في طبعته الأولى مؤخرا، حيث التقت الملازم الأول محمد صداقي الذي أشار إلى أن هذا المعرض جاء لعرض مختلف الأجهزة الحديثة الخاصة بالوقاية والسلامة المرورية المستعملة من قبل وحدات الشرطة للسهر على سلامة وأمن المواطنين، موضحا أن هذه التظاهرة كانت فرصة لتحسيس المجتمع المدني بحيوية تقليص نسبة حوادث المرور والوقاية منها. وأكد الملازم الأول أن وحدات الأمن الوطني تلجأ غالبا إلى ردع المخالفين الذين تسول لهم أنفسهم مخالفة قانون المرور، وفي ظل بعض المخالفات المتكررة تقوم مديرية الأمن بتوعية وتحسيس مستعملي الطريق لتفادي هذه المخالفات التي يجهل البعض أنها قد تكون خطيرة على السير الحسن للحركة المرورية. ومن أهم المخالفات التي أصبحت تسجل في الآونة الأخيرة ونلاحظها على سيارات الشباب خاصة؛ تقليد تصاميم السيارات الجديدة والفاخرة، وهي الزجاج المعتم أو الإضاءة البيضاء “الكزينو”، وإن كانت تبدو للبعض عادية، إلا أنها قد تؤدي إلى خلل في الحركة المرورية وتتسبب في حوادث مرورية. في هذا الخصوص، قال السيد محمد صداقي بأن في قانون المرور الجديد 01/14 المعدل والمتمم بالقانون 09/07 هناك مادة صريحة تنص على عدم استعمال الشريط المعتم الذي يحجب رؤية مستعملي المركبة من مختلف النوافذ سواء الأمامية أو الخلفية، وأكد أن هذا الشريط الذي يحول الزجاج إلى داكن يعرقل العملية الروتينية لمصالح الشرطة خلال المراقبة المرورية كونه يمنع رؤية الأشخاص الذين يكونون مجرمين أو هاربين من العدالة في بعض الحالات. وأضاف محدثنا أنه تم تسجيل بعض الحوادث المرورية التي كان استعمال الأشرطة المعتمة سببا فيها، كونها لا تسمح لمستعمل المركبة لرؤية باقي السيارات بوضوح خاصة عند التجاوزات.. علما أن بعض السائقين يختارون لمراكبهم أشرطة سوداء ويتعمدون إطفاء مجموع أضواء السيارة الأمامية والخلفية، مما يجعلها غير مرئية، مع استعمال السرعة القصوى التي تعد بالنسبة للبعض لعبة تسليهم، لاسيما أن أصحاب المركبات في الاتجاه المعاكس يتعذر عليهم رؤية هذه السيارة التي تظهر فقط عند الاقتراب منها، مما يسبب حوادث مرورية خطيرة، وتعتبر هذه الحالة بمثابة القتل العمدي. وفي نفس السياق، شرح لنا الملازم الأول مخالفة تغيير لون لوحة الترقيم سواء الأمامية أو الخلفية الأكثر شيوعا، حيث يأخذ بعض الشباب لوحات تسجيل أوروبية، خاصة الفرنسية، ويقلدونها على لوحات مركباتهم التي لا تتوافق مع قانون المرور الجزائري الذي ينص على أن تكون الأرقام مكتوبة باللغة العربية سوداء اللون على خلفية بيضاء بالنسبة للوحة الأمامية وخلفية صفراء بالنسبة للخلفية، لأن دراسة أثبتت أن الأرقام السوداء على خلفية صفراء هي أكثر وضوحا من الخلفية البيضاء. ويترتب على هذه المخالفة، يقول الملازم الأول؛ “سحب رخصة السياقة مع دفع غرامة جزافية قدرها 2000 دينار، وضرورة إزالة الشريط المعتم، وتغيير لوحة الترقيم غير المتوافقة وقانون المرور، وفي حالة عدم دفع المخالف للغرامة الجزافية تحال قضيته على العدالة للفصل فيها، باعتبارها مخالفة من الدرجة الأولى في القانون المروري. وفي نفس الصدد، هناك بعض الشباب الذين يحاولون اللعب بتقنية كتابة الأرقام على اللوحات وجعلها تشبه الحروف الأبجدية مثل رقم 1 الذي يجعلونه يشبه حرف I أو 0 بحرف O، الأمر الذي يجعلها تبدو لوحات ترقيم أجنبية وهي تعيق عمل جهاز الرادار الذي يتعقب لوحات الترقيم الوهمية بالنسبة للسيارات المسروقة أو المشتبه فيها. كما أوصى السيد صداقي بضرورة إبقاء لوحات الترقيم نظيفة وواضحة، حسب التنظيم المعمول به، لأن كل مخالفة ستجذب الشبهات حول هوية السائق والمركبة. وفي الأخير، أشار الملازم الأول إلى أن إضاءة “الكزينو” وهو الضوء الأبيض الساطع الذي بات يطبع تصميمات السيارات الجديدة، يتعمد الشاب تركيبه في سيارته من الطراز القديم بدل الإنارة الصفراء، مما يسبب مشاكل للسيارات في الاتجاه المعاكس ليلا. والجدير بالذكر، أن المديرية العامة للأمن الوطني سجلت في عام 2013 ميدانيا 775511 غرامة جزافية تم توقيعها على مستعملي الطريق، إلى جانب 79919 جنحة مرورية، وجنح تنسيق، وهي المخالفات التي تصدر من ذوي المهارات وهم سائقو الطاكسي أو نقل الأشخاص أو البضاعة، وفيما يخص توقيف السيارات في الحظائر، سجلت مصالح الأمن ارتفاعا سنة 2014 بنسبة أكثر من 2 من المائة بسبب ارتفاع عدد المخالفات المرورية، ليصل عددها إلى 61358 سيارة موقوفة في الحظائر.