أجمع أهل المهنة في اليوم العالمي لحرية التعبير، على أن الإعلام الجزائري قطع أشواطا كبيرة في مجال المهنية والاحترافية التي رافقتها حرية في التعبير حتى ولو كانت جزئية في بعض الأحيان بسبب صعوبة بلوغ مصادر الخبر، وهو ما فتح المجال واسعا للإشاعات التي يقع فيها الصحفي ضحية بسبب عدم وجود من يكذّب أو يؤكد الخبر، وهي الأخبار التي غالبا ما تضر سواء بالحياة الخاصة للأفراد أو اقتصاد البلاد، لذلك يطالب الصحفيون بتسهيل عملية الوصول إلى مصادر الخبر من خلال تسريع إصدار بطاقة الصحفي المحترف، التي يجب أن تكون مدعمة بعدة آليات تساعدهم على آداء مهمتهم. فنيدس بن بلة مدير تحرير جريدة “الشعب”: يجب الاهتمام بالصحفي مهنيا واجتماعيا أكد مدير تحرير جريدة "الشعب"، أن حرية التعبير في الصحافة الجزائرية في تطور مستمر قائلا “اعترف أن هناك بطئا في تطبيق حرية التعبير، كما أن التوجه نحو الاحترافية والمهنية لا تزال تشوبه بعض النقائص فهناك فرق كبير بين التسرّع والسرعة، لأن هناك خطوات يجب المرور بها للوصول إلى المهنية”. وبخصوص الانفتاح الإعلامي أشار السيد بن بلة، إلى أن الانقسام ما بين صحافة خاصة وعمومية خلق نوعا من التناحر لا يخدم الاعلام وذلك بسبب بروز مواجهات شكلية أضرت كثيرا بمهنة الإعلامي بسبب “المتاجرة بالأخبار الكاذبة”، وسط عدد من الصحف الخاصة مما جعل الاعلام العمومي يفقد مصداقيته رغم أنه كان ولا يزال حياديا، ويعمل على إبراز الحقائق مثلما هي، ليختم مدير تحرير جريدة “الشعب”، كلامه بوجوب الاهتمام اليوم، بالصحفي نفسه من ناحية التكوين والمرافقة مع التكفل بكل انشغالاته المهنية والاجتماعية.
حكيم صحفي بجريدة “الشعب”: علينا فضح التجاوزات في المهنة اليوم العالمي لحرية التعبير يجب أن يكون محطة لتقييم واقع الصحافة، فالتطور الكمي في العناوين الصحفية لا ننكره، لكن الممارسة الإعلامية بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والمرافقة، فالصحفي اليوم سواء كان في القطاع العام أو الخاص، يجب أن يكون حرا في ممارسة مهنته من خلال معالجة كل المواضيع بطريقة موضوعية، والوصول إلى كل مصادر الخبر ليمارس حرية التعبير، وعليه يجب وضع حد لسلوكيات ظهرت مؤخرا تخص “المحسوبية”، ولا يمكن أن نمدح برامج لشخصيات سياسية أو اقتصادية ثبت فشلها، وعليه نطمح بأن ترتقي الصحافة إلى مستوى النقد البنّاء لكل الأفكار والبرامج، فليس عيبا أن نتحدث عن النقائص والتجاوزات. أما فيما يخص حرية التعبير في القطاع الخاص، فيجب هنا التفريق ما بين مالك الجريدة أو القناة والصحفي نفسه، لأن توجهات المالكين اليوم منصبّة على الكسب السهل من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من الإشهار، وفي مثل هذه الحالات يجد الصحفي نفسه “مكبل اليدين” أمام مالك الجريدة، لذلك نحن كصحفيين نستغل مثل هذه المناسبات لفضح مثل هذه التجاوزات في مهنة الصحافة، والابتعاد عن تصفية الحسابات.
عبد الرزاق دكار صحفي بالتلفزيون: حرية التعبير لها مقاييس يجب التقيّد بها تطور الصحافة بالجزائر رافقته حرية في التعبير على مر السنوات، والدليل على ذلك الكم الكبير من العناوين الصحفية، وفتح القنوات التلفزيونية الخاصة مما يجعل المواطن على علم بكل الأخبار وفي وقت قياسي، ونحن كصحفيين عايشنا حقبة الحزب الواحد، وبعد ذلك فترة التحرر، حيث يمكن أن نقول أننا كنا فعلا نحلم ببلوغ هذه الفترة حتى يكون لكل قلم فرصة التعبير بكل موضوعية عن رأيه، ونقل كل الأخبار باحترافية، لكن حرية التعبير لها مقاييس يجب التقيّد بها وعليه فإن لسلطة الضبط دورا فعّالا في تنظيم هذا الاعلام الذي يقدم اليوم العديد من المعطيات والأخبار “الزائفة”، وهذا لا علاقة له بحرية التعبير. أما فيما يخص بطاقة الصحفي المحترف، فهي مبادرة جيدة من شأنها تنظيم القطاع خاصة وأنها تفرض على كل صحفي النشاط لمدة سنة، علما أننا نحن في وقتنا لم يسمح لنا بنشر المقالات التي نكتبها إلا بعد فترة تربص طويلة قد تصل في بعض الأحيان لسنتين.
عزيز طواهري صحفي ب”صوت الأحرار”: قول الحقيقة دون التجريح في الآخرين عندما نتحدث عن حرية التعبير، يجب أن ننطلق من مبدأ أساسي هو أن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، بما يعني أن الصحفي المحترف عليه أن يقول “الحقيقية وكل الحقيقة” شريطة أن لا يتم التجريح في الناس، عليه أن يتأكد من المعلومة قبل تبليغها لأن الأمر مرتبط بمصداقيته كإعلامي محترف، كما لا يحق له تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تمس بأمن وطنه أو بحياة أو سمعة الآخرين، وفي اعتقادي أن ما أقوله لا يعتبر عائقا في وجه حرية التعبير بقدر ما هو ضابط لها، وإلا دخلنا في فوضى التعبير بدل حرية التعبير. أما فيما يخص ممارسة هذه الحرية في الجزائر، فالأمور تبقى نسبية، لأنه بالرغم من كل ما تم اتخاذه من قرارات من أعلى هرم الدولة، لتكريس هذه الحرية، إلا أن الممارسة ما زالت بعيدة كل البعد عن ما يجب أن يكون، فالواقع يؤكد وجود خروقات لهذه الحرية لا سيما عند احتكاك الصحفيين بالممارسة الإعلامية على أرض الواقع، في بعض الأحيان نكون أمام متابعات قضائية، وأحيانا أخرى تقييد للصحفيين من طرف مديري النشر، أو غيرها من الجهات التي تفرض بعض القيود على حرية التعبير. أما المستقبل فيتوقف على تنظيم مهنة الصحفي من حيث خلق سلطة الضبط، ونقابة قوية للدفاع عن حقوق الإعلاميين، مجلس أخلاقيات المهنة وغيرها من الأمور التي تؤطّر مهنة المتاعب، ومن ثمة ستكون حرية التعبير تحصيل حاصل، لأن الصحفي سيعرف من دون أي إملاء من أين ينطلق وأين يتوقف، المشوار طويل، صعب، لكنه ليس مستحيلا.
كريم شكاكطة صحفي بقناة إذاعة “البهجة”: حرية التعبير تعززت منذ 2012 الجزائر كباقي دول العالم تحيي اليوم العالمي للتعبير بواقع إعلامي جديد، ورهانات لابد منها في مجال الاعلام، حرية التعبير تعززت منذ سنة 2012، بإصلاحات تشريعية جديدة تصدرها إصدار قانون السمعي البصري، ما سمح بفتح أكثر من 15 قناة تلفزيونية خاصة، بالإضافة إلى إصدار نحو 170 جريدة منها 90 جريدة (11 متخصصة في الرياضة). هذا الصرح من الصحافة المكتوبة والسمعية سيكون أكثر تنظيما بعد إنشاء المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الصحافة، مثلما ينص عليه القانون الجديد، وهي الهيئة التي ستمنح مرونة ووضوحا أكثر للعمل الإعلامي. الإذاعة الوطنية تمكنت خلال السنوات الفارطة، من التقرب من المواطن بعد إنشاء 48 إذاعة جوارية سمحت بنقل تقاليد وعادات وثقافات الجزائر العميقة، والتعبير عن انشغالات المواطنين، وحان الوقت اليوم للمراهنة على النوعية في البث، الصورة والصوت، مع تحسين أداء الصحافة المكتوبة من خلال المعالجة الموضوعاتية للقضايا بكل حرية واحترافية.