قد تحدد الجولة ال29 من الرابطة المحترفة الثانية، التي ستلعب غدا الجمعة، الأندية التي ستصعد إلى الرابطة الأولى، وهذا من الجانب المنطقي، خاصة وأن رائد الترتيب اتحاد بلعباس الذي يملك في رصيده 51 نقطة، يستقبل على قواعده اتحاد البليدة، ولا يحتاج الفريق البلعباسي سوى لنقطة واحدة من أجل إعلان الأفراح، وتحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، فمنطقيا يمكن لهذا الفريق أن يفوز على البليدة، إلا أن كرة القدم تعرف دائما المفاجآت، والاتحاد البليدي لن يسافر إلى بلعباس في ثوب الضحية، فهو الآخر يملك في رصيده 46 نقطة، والفوز في بلعباس قبل جولة واحدة عن نهاية البطولة سيسمح له بالتقدم إلى المرتبة الثالثة، التي ترشحه إلى الصعود أيضا. هذا في وقت ستشهد فيه هذه الجولة ال29 لعب مباراة القمة التي ستجمع بين جمعية وهران ونصر حسين داي، أي بين الثالث في الترتيب، الجمعية برصيد 49 نقطة والثاني النصرية برصيد 50 نقطة، فاللقاء سيكون مثيرا وحماسيا ولا يمكن التنبؤ بنتيجته، خاصة في ظل الرهان الكبير الذي يلعب عليه الفريقان، رغم أن جمعية وهران هي التي ستستقبل على قواعدها، وبالتالي فإن افتراق الناديين بنتيجة التعادل سيفتح الباب واسعا للأندية الملاحقة للتقرّب أكثر، كأولمبي المدية الذي يملك 47 نقطة، والذي سيلعب مباراته في هذه الجولة على قواعده، عندما يستقبل أمل مروانة في المدية، ما يعطيه أفضلية أكبر من أجل الاحتفاظ بالنقاط الثلاث التي تسمح له بإثراء رصيده ليصل إلى 50 نقطة، وهذا ما سيجعل السباق نحو الصعود لا يعرف صافرة النهاية إلا بعد الجولة الأخيرة، كون أن كل أندية المقدمة ستكون متقاربة في عدد النقاط، وحتى وإن كان معظم المتتبعين يرشحون صعود كل من اتحاد بلعباس وجمعية وهران ونصر حسين داي، إلا أنه لا يمكن الجزم بذلك إلا بعد نهاية المبارتين القادمتين، وفي حالة فوز اتحاد بلعباس، فإنه سيكون أول فريق سيعلن عن صعوده رسميا، في حين فأن المباراة التي تجمع الجمعية والنصرية ستكون مفخخة للفريقين، والسيناريو الذي قد يريح الفريق الزائر هو الفوز، إلا أن الفريق المستقبل لن يترك الفرصة تفوته للإطاحة بأبناء حسين داي وإعلان صعوده أيضا، فهذه الجولة ال29 من الرابطة الثانية لموسم 2013 / 2014، ستكون جولة مثيرة جدا. في المراتب الأخيرة، وبعد أن تم التعرف نهائيا عن المغادر الأول للرابطة الثانية وهو ترجي مستغانم، الذي لم يقم بأي شيء خلال الموسم، ويملك قبل النهاية بمبارتين 8 نقاط فقط، وأضيف إليه في الجولة الماضية نزول فريق اتحاد عنابة إلى الرابطة الهاوية، سيكون الصراع من أجل البقاء عن بعد بين ناديي مدينة باتنة، فمولودية باتنة صاحبة المركز ال14 برصيد 27 نقطة ستكون في تنقل صعب إلى بلعباس لمواجهة الأمل المحلي، وهي ستحاول من خلال هذا التنقل العودة بنقاط المباراة التي تسمح لها برفع رصيدها إلى 30 نقطة، وانتظار ما ستسفر عنه الجولة الأخيرة، في الوقت الذي يستقبل فيه منافسه عن البقاء شباب باتنة، مولودية سعيدة على قواعده، وهو المالك ل30 نقطة في رصيده ويحتل المرتبة ال13، والذي وإن فاز في هذا المباراة سيضمن بقاءه بصفة كبيرة، غير أن عامل المفاجأة في مثل هذه المقابلات يلعب دوره الكبير، ونهاية الجولة ال29 من الأكيد أنها ستحمل الكثير من الأمور الجديدة.