يُسدَل الستار اليوم على فعاليات الطبعة ال 17 للصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتاك 2014"، بعد 5 أيام من العرض، تميزت بحضور قوي للمهنيين بحثا عن فرص الشراكة وتطوير استثماراتهم على ضوء التقنيات الحديثة والتعديلات التي دخلت في عملية إنتاج مواد البناء. من جهتهم، تَوجه الشباب نحو عتاد الأشغال العمومية وعتاد خلط الإسمنت المسلح للاستثمار في هذا النشاط الواعد، الذي يشهد إقبالا كبيرا من طرف المقاولين لتدعيم ورشات البناء. واختلفت أهداف زوار الصالون الدولي "باتيماتاك 2014" بين باحث عن الخبرة والتقنيات الحديثة في مجال البناء، وبين باحث عن مواد بناء ذات جودة وأقل تكلفة، وباحث عن شراكة مستدامة مع أطراف أجنبية أو جزائرية لدخول عالم المقاولاتية. ولتسهيل توجيه الزوار خصص المنظمون أجنحة خاصة لكل خدمة، منها جناح عتاد الأشغال العمومية الذي نُظم في الفضاءات الخارجية لعرض آخر المعدات؛ من جرّافات، رافعات، شاحنات وخلاّطات الإسمنت من مختلف الأحجام التابعة لعدة علامات عالمية، وهي المعروضات التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف الشباب الراغبين في الاستثمار بالمقاولاتية. وفي هذا الشأن، صرح لنا "خالد"، شاب في الثلاثينات، بأنه قرر تطليق البطالة من خلال الاستفادة من آليات دعم الشباب لفتح حظيرة لتأجير عتاد البناء والأشغال العمومية، واستغل فرصة العرض لاكتشاف العلامات وطرق اقتناء هذه التجهيزات في إطار قروض الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج". أما "محمد"، وهو رب عائلة، فقد طاف هو الآخر بالأجنحة الخاصة بعرض معدات ومواد الدهن؛ بحثا عن منتجات جديدة تساعده في مهمته كدهّان، مع البحث عن فرصة العمل بشكل قار بإحدى المؤسسات التي تعرض مثل هذه الخدمات. وعن رأيه في نوعية المعروضات أشار محمد إلى أن "السوق الوطنية تعرف اليوم انتعاشا ملحوظا، والدليل على ذلك أنه خلال العشر سنوات الفارطة، كنا نحصي ما بين 5 إلى 7 أنواع من الدهن، لكن اليوم يمكن إيجاد مئات الأنواع، وأكثر من 3 آلاف لون، وهو ما يجعل المواطن حائرا في النوع واللون الذي يرغب فيه. وحسب تصريح المدير العام لشركة "ديكو سونتر" السيد غشاش جمال ل "المساء"، فإن طلبات المواطنين تنوعت خلال الفترة الأخيرة، وبعد أن كان الطلب على المتخصصين في الديكور منحصرا على فئة معيَّنة من المواطنين وبعض التجار من أصحاب نقاط بيع لعلامات تجارية كبرى، فإن فن "الديكور" تحوّل إلى مطلب رئيس لعدد كبير من المواطنين الراغبين في تغيير الروتين اليومي للمنزل، "ونحن كشركة متخصصة منذ 2006 في مجال تسويق مواد الدهن واقتراح حلول جديدة في فن "الديكور"، أصبحنا نقترح على الزبون أخذ صورة عادية عن طلاء جدران البيت أو البلاط؛ حتى نقترح عليه ألوانا جديدة تعطي صورة جديدة للمسكن. ولكسب ثقة الزبون نقترح عليه المشاركة في يوم تكويني بمقر المؤسسة، لاكتساب خبرة في طريقة الطلاء، وهي نفس الخدمة التي نقترحها حتى على الشباب المتخرجين من معاهد التكوين المهني، والراغبين في اكتساب خبرة في مهنة الطلاء.
الصين تهتم بسوق الرخام والخزف والبلاط ركزت الشركات الصينية المشاركة في صالون "باتيماتاك 2014"، وعددها هذه السنة 120 شركة، على مجال الخزف، البلاط والرخام، وهي المنتجات التي يكثر عليها الطلب في سوق البناء خاصة الفردي. وحسب تصريح مسؤولة الجناح، فإن دراسة السوق التي أُعدت من طرف متخصصين، أثبتت اهتمام الجزائريين خلال السنوات الأخيرة بتزيين المطابخ والحمّامات بالخزف الملوَّن والمنتج في عدة أشكال. ويطمح المشاركون في الصالون إلى إيجاد شركاء وفروع لتسويق منتجاتهم بالسوق الجزائرية. أما الشركات البرتغالية فقد ركزت هي الأخرى على مستلزمات الحمّامات العصرية، التي تتماشى مع كل أنواع السكنات. أما الشركات الإسبانية فقد أرادت إثبات خبراتها في مجال الإضافات الكيميائية، مثل "الغراء اللاصق" لشركة "نيو كويم"، الذي تحصّل السنة الفارطة على اعتماد المركز الوطني للدراسات والبحث المدمج في البناء" كنيريب". وحسب مسؤول فرع الشركة بالجزائر مصطفى شعالة، فقد تطورت علاقات الشركة مع الجزائر بعد كسب ثقة الزبائن في المنتوج، الذي يُعتبر "غراء لاصقا، يسمح بتثبيت أي شيء على الإسمنت المسلح". أما الشركات الفرنسية التي تشارك كل سنة بعدد معتبر من الشركات المتخصصة في مجال البناء، فقد نوّعت معروضاتها ما بين معدات البناء، التكنولوجيات الحديثة للمضافات الكيماوية لإنتاج الإسمنت المسلح والبناء الجاهز، بالإضافة إلى مكاتب الدراسات التي قُدمت لعرض خدماتها على الشركاء والمقاولين الجزائريين للاستشارة والمرافقة.