سيكون المقاولون والمهنيون في قطاع البناء والأشغال العمومية، اليوم، على موعد مع الطبعة ال17 للصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتاك 2014"، للاطلاع على جديد 651 عارضا أجنبيا من 23 دولة بحثا عن صفقات شراكة، من جهتها تستغل الشركات الأجنبية مثل هذه المواعيد للظفر بصفقات لبيع منتجاتها وخبرتها للطرف الجزائري، خاصة وأن سوق البناء والأشغال العمومية يعرف انتعاشا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بالنظر إلى حجم المشاريع المسجلة والتي تتطلب الخبرة التقنية الأجنبية لكسب رهان النوعية. خصص منظمو الصالون الدولي "باتيماتاك 2014"، مساحة عرض تصل إلى 44 ألف متر مربع لعرض خدمات 1100 عارض منهم 449 مؤسسة وطنية بين عمومية وخاصة، تعودت على المشاركة في التظاهرة التي أخذت طابع المهنية بالنظر إلى نوعية المشاركين والزوار الذين يرتفع عددهم من سنة إلى أخرى، ونظرا لنوعية المشاريع المبرمجة في قطاعي السكن والأشغال العمومية، فقد تم توزيع العارضين على ستة أجنحة متخصصة في مجالات صناعة مواد البناء، بناء وإنجازات، أشغال كبرى وعمليات الردم، عتاد وتجهيزات، بيئة وخدمات متنوعة، وهو ما يسهل على الزوار إيجاد مبتغاهم بالصالون. وسيحاول العارضون خلال خمسة أيام استقطاب المهنيين من مؤسسات متخصصة في مجال البناء، مقاولين وخواص لتسويق خدماتهم سواء تعلقت بأنواع جديدة من مواد البناء سهلة الاستعمال، أو مستلزمات البناء الجاهز من إسمنت مسلح وبلاط، بالإضافة إلى عرض تقنيات حديثة في أشغال إنجاز السكنات والمنشآت الفنية الكبرى. وعلى هامش الصالون سينشط خبراء من داخل وخارج الوطن، ندوات متبوعة بنقاش تمس مواضيع ذات صلة بالبناء البيئي، الهندسة المعمارية وطرق استخدام أنواع جديدة من التربة، مشاريع الأقطاب السكنية وطرق إنجاز المدن الكبرى، من جهتهم سينشط إطارات من وزارة السكن، مداخلات حول المخطط الخماسي المقبل للقطاع (2015/ 2019)، مع تحديد نوعية الطلبات المنتظرة من الشركاء الأجانب سواء تعلق الأمر بالمرافقة التقنية للمشاريع، تكوين اليد العاملة المؤهلة، توفير مواد بناء عصرية، اقتراح حلول ناجعة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع. كما أشار بيان لمنظمي التظاهرة إلى مشاركة 127 عارضا من إسبانيا التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى شريك هام لوزارة السكن والعمران والمدينة، بعد التوقيع على اتفاقيات شراكة لمرافقة مؤسسات متخصصة في البناء لإنجاز مختلف المشاريع السكنية بمختلف الصيغ، بالإضافة إلى 124 شركة تركية، و120 شركة صينية و92 إيطالية، 70 شركة فرنسية و20 شركة برتغالية و16 ألمانية. أما فيما يخص المشاركة العربية في التظاهرة فقد تمثلت في تونس، التي تشارك ب24 عارضا، المغرب ب21 شركة بالإضافة إلى كل من مصر والإمارات العربية، وسيكون الصالون الدولي للبناء فرصة لهذه الدول العربية لاكتشاف جديد قطاع البناء والأشغال العمومية، والبحث عن شركاء سواء من الجزائر أو أوروبا لتنمية قدراتهم وعصرنة خدماتهم. وبالنظر إلى تخصيص وزارة السكن، 63 مليار دولار لإنجاز أكثر من مليوني وحدة سكنية من مختلف الصيغ، مع اقتراح إنجاز 17 مصنعا لإنتاج الإسمنت إلى غاية 2017، فإن المنافسة ستكون قوية ما بين المؤسسات الأجنبية المتخصصة في البناء للظفر بمناقصات، والتوقيع على اتفاقيات شراكة مع نظيراتها الجزائرية، خاصة إذا علمنا أن تبعات الأزمة المالية العالمية لا تزال تهدد العديد من عمالقة البناء والإنجاز، مما جعلها تبحث عن أسواق جديدة في شمال القارة الإفريقية، وهو ما انعكس على عدد العارضين بصالون "باتيماتاك".