حققت تشكيلة وهران، أول أمس، إنجازا كبيرا بانتزاعها لبطاقة الصعود إلى الرابطة الاحترافية الأولى، بعد فوزها في لقائها الهام على ضيفها نصر حسين داي، بنتيجة هدف دون مقابل من تسجيل المدافع القوي زيدان محمد أمين، بواسطة ضربة جزاء في الدقيقة ال80، بعد عرقلة أحد المدافعين العاصميين للمحنّك البحاري، الذي دخل بديلا عن زميله بن قابلية في الدقيقة ال59. ونظرا لأهمية اللقاء توافد عدد كبير من أنصار الفريقين على ملعب بوعقل، حتى أن حضورهم كان قياسيا لم تشهده كل لقاءات الجمعية منذ انطلاق البطولة، وضم فضلا عن ”الجمعاوة” أنصار كل الفرق الوهرانية، وفي مقدمتهم ”الحمرواة” ومديوني، هذا الأخير الذي يعيش هو الآخر نشوة فرح صعوده إلى القسم الثاني (هواة). وكان طبيعيا أن تكون هذه المواجهة قوية، وستميل للفريق الأكثر تحضيرا من الجانب النفسي، غير أن بدايتها كانت مخيّبة بسب تصرفات بعض لاعبي الفريقين الذين أوقفوا اللقاء لمرتين، تدخل فيهما الحكم ميال، بصرامة ليشهر البطاقة الصفراء أربع مرات (ثلاث منها للجمعية في ظرف 17 دقيقة)، وبطاقة حمراء واحدة لمساعد مدرب جمعية وهران، مرين الحاج، بسبب احتجاجاته الشديدة على قرارات الحكم. وكل تلك البطاقات كان يمكن تفاديها، والتوقفات تجاوزها لأنها نتاج احتكاكات بسيطة، لكن الرهان الرياضي الكبير هو الذي جعل لاعبي الفريقين يلعبون على الأعصاب، خاصة أشبال المدرب مواسة، ماجعله يلزم خط التماس في صراخ دائم، وإسداء مستمر للنصائح بالتزام الهدوء في اللعب، والابتعاد عن النرفزة بسبب الضغط الشديد الذي كان على كاهلهم، وخصوصا وأن النصرية احتكمت إلى تكتيك ناجع تمثل في تحصين خط الدفاع، والزّج بأكبر عدد من اللاعبين في وسط الميدان، لذلك ظهر زملاء بن دبكة أكثر تنظيما، ونجحوا في نقل خطر حقيقي إلى منطقة الحارس الوهراني بوهدة، الذي عاش أوقاتا حرجة في عدة مناسبات خاصة في بداية اللقاء، كان الثنائي بن يحيى وبن دبكة المتسبب فيها، حيث شكل هذا الثنائي صداعا مزمنا لدفاع الجمعية، لم يتخلص منه الوهرانيون إلا بعد مرور نصف ساعة من اللعب، حيث بدأت الجمعية في استعادة طريقة لعبها شيئا فشيئا مع انتهاجها اللعب المباشر بين فترة وأخرى، عندما تغلق في وجه لاعبيها كل المنافذ المؤدية إلى الحارس مقراني، الذي أدى لقاء محترما، حيث أبطل العديد من الفرص التي صنعها زملاء المدافع القوي بن عيادة حسين، في الشوط الثاني، الذي كان جمعويا بامتياز، وفيه سجلت الجمعية الوهرانية هدف الصعود، لكن نهاية المباراة كانت مؤسفة بعد اعتداء لاعبي النصرية على الحكم ميال، بحجّة أنه لم يصفر لهم عن ضربة جزاء صحيحة في الوقت بدل الضائع للقاء، ومنحه لأخرى مجانية للوهرانيين حسبهم قفزت بهم إلى حظيرة الكبار، وأجّلت فرحة النصرية ربما للجولة القادمة، إن هي فازت على غريمها وشريكها في الصف الثالث أولمبي المدية، في نهائي ثان للصعود بالنسبة لأشبال المدرب يونس إفتيسان.