عكس ما كان يرغب فيه كمال مواسة، مدرب جمعية وهران في إنهاء مشوار فريقه في مرحلة الإياب من الرابطة الاحترافية الثانية من دون هزيمة، وقع في شراكها في ملعب سعيدة في مواجهة المولودية المحلية، التي نالت منه بهدفين دون مقابل سجلهما على مدارالشوطين بواسطة سواق في الدقيقة ال32، وبلوفة في الدقيقة ال81، رغم أن التشكيلة الوهرانية شاركت بكافة لاعبيها الأساسيين، ماعدا واحدا دفع به مواسة، أساسيا لأول مرة منذ انطلاق البطولة ويتعلق الأمر بملال، الذي عوّض زميله القائد بالغ المعاقب. ورغم تشديده على تجنب التراخي حتى وإن كان هذا اللقاء وداعا لها قبل التحاقها بحظيرة الكبار، إلا أن كتيبته دخلت بنية اللعب لإنهاء الموسم فقط، مفتقدة للحافز اللازم، ولأنه حتى في حالة هزيمتها فإنها لن تغير شيئا في أمر صعودها الذي حققته قبل الآوان، وتحديدا بعد فوزها الجولة الماضية بملعبها على العنيد نصر حسين داي، وكالهزيمة لم يكن يهمها أيضا تضييعها نيل اللقب، وتدحرجها إلى الرتبة الثالثة التي أنهت فيها مشوارها برصيد 52 نقطة. إلا أن ما يهم ”الجمعاوة” فعلا، هو الحسم في المستقبل القريب في عديد النقاط حتى يسايروا الوضع الجديد في الرابطة الاحترافية الأولى، ولعل الأولى الهامة هي تلك التي تتعلق بمستقبل المدرب كمال مواسة، الذي كان رفض الخوض فيه إلى ما بعد نهاية البطولة الاحترافية الثانية، متحجّجا بأن له الوقت الكافي للحسم في أمر بقائه من عدمه في فريق ”المدينة الجديدة”، إلا أن الإدارة تريد إقفال هذا الموضوع نهائيا وفي أقرب وقت، حتى تلتفت إلى أمور أخرى في خضم سعيها لترتيب البيت الجمعاوي. وكان رئيس النادي الهاوي مروان باغور، قد أكد رغبته الشديدة في عدم التفريط في خدمات مواسة، الذي اعترف بنوعية العمل الذي قام به في الجمعية الوهرانية، ودوره الكبير في صعودها إلى قسم الكبار، وحتى نائب الرئيس سعدون محمد، المعروف ب«موموح”، كان واضحا وصارما في هذا المجال، حين قال بأن الاحتفاظ بمواسة هي أولوية قصوى لديه، حتى يستمر-بحسبه - في المشروع الذي هو بصدد إنجازه وتجسيده في الفريق، وكشف الممول الرئيسي للفريق، أن اجتماعا هاما سيعقد فور إسدال الستار على الموسم الكروي الحالي، لتقييم مسيرة الجمعية الوهرانية، وفيه سيقف المسيرون على ما سيقترحه عليهم مواسة، ومن ثم الاتفاق معه على تمديد بقائه بينهم. أما النقطة الثانية التي يتحتم على الإدارة الحسم فيها، فهي التي تتعلق باللاعبين الذين تنوي انتدابهم لتعزيز تعدادها الحالي، وكان باغور قد كشف على هذا الصعيد عن نجاحه في انتزاع الموافقة المبدئية لما لا يقل عن ثمانية لاعبين ينشطون في مراكز مختلفة، قال بأنه سيكشف عن أسمائهم في ندوة صحفية سيعقدها قريبا. إضافة إلى ذلك يجب على جميع ”الجمعاوة”، وبالأخص المسيرين العودة بالفريق إلى التسيير القانوني الصحيح، حيث أن تسيير أموره هذا الموسم تكفل بها مسيرو النادي الهاوي، في حين أن قوانين الاحتراف واضحة، وتنص على أن تسيير تشكيلة الأكابر هو من اختصاص الشركة الاحترافية، لذلك انتفض رئيس النادي الهاوي باغور، ضد أعضاء الشركة، ووصفهم بالعاجزين وطالبهم بالانسحاب، ومنحه مقاليد تسيير الفريق، مستثنيا رئيس مجلس الإدارة مورو محمد. ورغم إثارة هذه النقطة الهامة والحساسة، لا يعتقد المتتبعون ومعهم أنصار الجمعية، أن الأمور ستتطور سلبا بين الطرفين (الشركة الرياضية والنادي الهاوي)، حتى يعيش ”الجمعاوة” صائفة ساخنة، لأن ما يميّز أبناء ”المدينة الجديدة”، أن محيطهم غير متعفّن كالجارة المولودية التي تعيش بسببه عشرية كروية سوداء.