وصفت إدارة جمعية وهران، عملية الاستقدامات الصيفية التي قامت بها بأنها ناجحة ومتوازنة، ومست الخطوط الثلاثة للفريق بما فيها منصب حراسة المرمى، وتمت وفق رؤية المدرب كمال مواسة الذي زودها بالمناصب الواجب تقويتها، على أن النجاح الكبير الذي حققه المسيرون هو حفاظهم على هيكل الفريق بأسمائه المهمة. وبنظرة متمعنة نجد أن الادارة أبقت على 16 لاعبا من تعداد الموسم الماضي منهم 11 لاعبا أساسيا، وهو نجاح قلما نجده لدى الأندية الجزائرية التي تخاصمت في السنوات الأخيرة الماضية مع الاستقرار الفني والإداري، وأضحت تشتهي كثيرا التغيير من أجل التغيير، وتغيير التعداد في كل مرة دون مراعاة لأي أسس ومقاييس فنية، وتتصرف في هذا الشأن حسب أمزجة مسيريها وضغط محيطها وأنصارها. لكن المعروف عن الجمعية الوهرانية، أنها تفضل الاستقرار، وإذا ما لجأت إلى التغيير فلضرورة حتمية لضخ دماء جديدة في أوصال التشكيلة ومن خزان الفريق الذي يعج باللاعبين الشباب الموهوبين، والدليل ترقية المدرب مواسة لسبعة لاعبين من فئة الآمال إلى صنف الأكابر، أربعة منهم سبق لهم أن شاركوا الفريق الأول في مبارياته الأخيرة من الطبعة الماضية من بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، وتقمصوا الزي الوطني (أواسط) كثابتي، بلعالم وبن قابلية وغيرهم، وكان مواسة قد صرح غير ما مرة بأن مستقبل الجمعية مضمون، مادام أن خزانها مملوء بالمواهب الشابة القادرة على البروز ورفع التحدي مع فريقها، وخلافة من غادروه ورغبوا في تغيير الأجواء. ولذلك استبعد المتتبعون أن تتضرر الجمعية من القرار الأخير للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والذي يجبر كل فريق من الرابطتين الأولى والثانية على إقحام سبعة لاعبين من فئة الآمال في الفريق الأول. غير أن العنصر الشاب لايكفي وحده لتحقيق الآمال، فالخبرة لها دورها الكبير وهي مطلوبة أيضا، وهذا ما ركز عليه المسيرون الوهرانيون في انتداباتهم في هذه الصائفة، بدءا بحراسة المرمى التي تدعمت بالمحنك الصديق بوهدة الذي سيساعد محنكا آخر في الحفاظ على عذرية الشباك الوهرانية، ويتعلق الأمر بهشام مزاير، ثم هناك خط الدفاع الذي تدعم بلاعبين اثنين قويين ومجربين، زيدان محمد الأمين الذي بانضمامه تكون إدارة رئيس النادي الهاوي، قد حققت صفقة مهمة للصلابة والحرارة في اللعب اللتين يتصف بهما ابن مدينة غليزان، حتى أن تسريحه من ناديه مولودية وهران شكل مفاجأة كبيرة، بالنظر إلى الدورالكبير الذي أداه في الإبقاء على المولودية في قسم الكبار، إضافة إلى مقني مختار الذي ورغم صغر سنه، إلا أن ممارسته في أندية قوية اعتادت اللعب على الالقاب والأدوار الأولى في الرابطة الاحترافية الأولى كوفاق سطيف وشبيبة بجاية، أكسبته تجربة يمكن أن يفيد بها المجموعة، وأخيرا الظهير الأيسر بن ساسي الذي طلب خدماته مواسة شخصيا لمعرفته الجيدة بقدراته. ولم تستثن الإدارة خط الوسط ودعمته بلاعب نصر حسين داي عمر أوسماعيل، الذي يقال أن إمكانياته مسلم بها، ومشاركاته الدولية ضمن المنتخب الوطني العسكري قوت ساعده، وستنفع فريقه الجديد، شأنه في ذلك شأن محمد بن تيبة الذي يشهد له مدربوه الذين تتلمذ عليهم سواء في الجمعية أو المولودية بإمكانياته، غير أن الحظ العاثر منعه من الإفصاح عنها كاملة، حيث لم يحظ بكامل فرص اللعب في الجارة المولودية التي قضى بها خمس سنوات كاملة، وقد يجدد العهد مع التألق مع فريقه الأصلي الجمعية. وعلى غرار الخطين الآخرين، استفاد الهجوم هو الأخر من قدوم الشيخ حميدي صاحب الصولات والجولات في الساحة الكروية الجزائرية، فقط ما يعيقه حاليا هو نقص أدائه البدني لكن ذلك أمر ليس عسيرا عليه بحسبه، وكان أكد أنه سيستعيد مستواه الذي كان معروفا به بعد تحسين لياقته البدنية، وإذا ما تم ذلك، فإنه سيشكل رفقة الهدافين بن شعبان وبالغ قاطرة أمامية نارية وفعالة، وهذا ما يبغيه المدرب مواسة، الذي يبقى ينقصه فقط لاعب يجيد صنع اللعب حتى تكتمل كل أوراقه الرابحة، وكاد يضيف إليها أخرى، والتي تتمثل في لاعب مولودية وهران الصديق براجة الذي أصر رئيسه يوسف جباري على الاحتفاظ به وضيع بذلك على الجيران ”الجمعاوة” صفقة مهمة، لكن هؤلاء لازالوا في سعي حثيث للعثور على صانع ألعاب، ومصادر قريبة منهم تتحدث عن رغبتهم في ضم اللاعب مايدي متوسط ميدان الصاعد الجديد لحظيرة الكبار شباب عين فكرون. وكتقييم لعملية الاستقدامات الصيفية، قال العضو الفعال في إدارة الجمعية، سعدون محمد، المعروف ب«موموح” ل«للمساء” ”نحن راضون عن عملية الانتدابات التي قمنا بها، حيث نجحنا في جلب لاعبين محنكين سيعطون توازنا للفريق، كما نحن مسرورون لأننا وفقنا في الإبقاء على ركائزه، وبالعمل والإرادة، فإن الجمعية ستقول كلمتها الموسم القادم، لكن عليها أن تدشن البطولة بإيجابية، وكسب أكبر عدد ممكن من النقاط داخل القواعد، والمهم هو عدم تكرار نفس انطلاقة الموسم الفارط، التي كانت وبالا على الفريق في نهاية المطاف، حيث ضيع صعودا مستحقا”.