قال عمر بلعطوي مدرب مولودية وهران، إنه لن ينتظر طويلا الإدارة حتى يحدد مستقبله مع الفريق، الذي وُفّق في النجاة به من مقصلة السقوط، بعد جهد مضنٍ بذله مع تشكيلة أغلبها من فئة الآمال، وكذلك ضغوط كبيرة أحاطت بها من كل جانب، خاصة في ظل نقمة الأنصار على إدارة الرئيس يوسف جباري. وأكد بلعطوي أن قلة من المدربين من تقبل بالمهمة التي أداها؛ ”كنت في مأمورية انتحارية مع المولودية؛ فقد ورثت حملا ثقيلا، وتشكيلة لم تحصد إلا نقاطا قليلة قبعت بها في المؤخرة، وكان لزاما عليّ إعادة الروح لها، ففي الوضعية التي كنت فيها، قليلون هم المدربون الذين بإمكانهم تحقيق أفضل مما حصدته”، يقول بلعطوي قبل أن يضيف: ”جئت من أجل هدف محدد، وحققته والحمد لله. ويمكنني القول إن حصيلتي إيجابية مع الفريق بالنظر إلى عوامل غير مشجّعة بالمرة صادفتني، ويكفي ذكر الصعوبة البالغة التي وجدتها في ضبط التشكيلة قبل مواجهة أمل الأربعاء، لكن الحمد لله المولوية تملك خزانا من اللاعبين الشباب وجدتهم في وقت الشدة”. وللتذكير، فقد استنجد بلعطوي في اللقاء الأخير ضد الأربعاء بما لا يقل عن تسعة من لاعبي الآمال، لعب سبعة منهم أساسيين، وهو ما حمل بلعطوي على الثناء على العمل القاعدي الجيد الذي يقوم به مدربو الفئات العمرية، رغم المثبطات الكثيرة التي تواجههم؛ ”شبان المولودية لهم مؤهلات كبيرة، وأثبتوا ذلك في اللقاءات القليلة التي لعبوها، كما بيّنوا أنهم فعلا مستقبل مولودية وهران إذا ما تلقوا العناية اللازمة والتأطير الجيد من لاعبين خبيرين في الفريق”. وعاد اللاعب الدولي السابق ليقيّم حصيلته في المولودية؛ حيث قال عنها: ”حصيلتي إيجابية، ونجحت في الإبقاء على المولودية في حظيرة الكبار، وأنا راض عما قدّمه لاعبونا رغم الصعوبات التي وجدتها في إعدادهم في بعض المرات؛ بسبب تشتّت تركيزهم حول مستحقاتهم، وكم من مرة تدخلتُ لتهدئة روعهم وبالهم. وأشكر كل لاعب انسجم مع خطة عملي، وصبر حتى ننقذ الفريق من السقوط”. وتحدّث بلعطوي عما يجب فعله حتى تتفادى المولودية نفس السيناريو كل موسم؛ حيث قال: ”يجب تفادي ارتكاب نفس أخطاء المواسم الماضية، والابتعاد عن الارتجالية في التسيير، والوعود الكاذبة. على الفريق أن يحضّر جيدا، وينتدب لاعبين في المستوى لتأطير الشبان الذين سيرتقون إلى مصاف الأكابر. ويجب الإكثار من منح الفرص لهم؛ فخزان المولودية يعج بهم”. كما تطرق اللاعب الدولي السابق لمستقبله مع المولودية، خاصة في ظل الأخبار التي ما فتئ يسمعها من حين لآخر حول ضرورة جلب مدرب كبير؛ ”هذه الأخبار تقلقني كثيرا رغم أنني أملك عقدا ينتهي إلى غاية شهر جوان 2015، فأنا لا أريد أن أعيش نفس سيناريو الموسم الماضي، وأنوي الجلوس مع المسيّرين على طاولة واحدة لمعرفة نواياهم تجاهي، فإن لمست أنني لازلت أحظى بثقتهم وأنهم مستعدون لتلبية شروطي حتى يتفادى الفريق الظهور بوجه مخيّب الموسم القادم، فلا مانع عندي من البقاء لتدريبه، أما إذا تأخروا في التحدث إليّ وفي التحضير للموسم القادم، فقد أضطر للرحيل عن المولودية، وفسخ عقدي مع الإدارة؛ صدّقوني، لا تنقصني عروض التدريب بتاتا”.
الأنصار يواصلون ضغطهم والوالي يجدّد موقفه وكما كان منتظَرا، يواصل الأنصار ضغطهم تجاه إدارة الرئيس جباري حتى يُجبروها على الرحيل؛ حيث عادوا مجددا إلى التجمهر قبالة مقر الولاية، كما فعلوا أول أمس، حاملين لافتات تطلب من الوالي عبد الغني زعلان التدخل لإنقاذ المولودية من مخالب الإدارة الحالية التي يحمّلونها غبن ومعاناة فريقهم كل موسم، حسبهم، وهذا رغم الرسالة الواضحة التي وجّهها السيد الوالي لكل ”الحمراوة”، سواء عن طريق بيان خلية الاتصال التابع لمصالح ولايته التي أصدرته مؤخرا، أو ما صرح به على هامش حفل التكريم الذي أقامه على شرف الأندية الوهرانية المتألقة في الموسم المنقضي (2013 - 2014)؛ حيث أكد صراحة: ”لا يمكنني التدخل في الأمور الداخلية للشركة الرياضية للمولودية، لكن مصير الفريق يهمنا”، إلا أن هذا الكلام قد لا يقنع ”الحمراوة”، الذين أكد كثيرون منهم أنه لن يهدأ لهم بال إلا بعد رحيل جباري ومن معه عن تسيير أمور المولودية الوهرانية.