تميزت منافسات الطبعة ال 12 لرالي اليمامات الدولي، بتتويج المتسابقات الجزائريات بكل مراحل السباق لمسار طرقي يمتد على مسافة 2333 كلم، شمل كلا من الجزائر العاصمة، عين الصفراء، بشار، سعيدة والجزائر العاصمة. وعبّرت المتنافسات الفائزات برالي الانضباط، عن سعادتهن بتشريف الألوان الوطنية رغم أنهن لا يكتسبن الخبرة الكافية في مثل هذه المواعيد الرياضية، مؤكدات عزمهن على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية في دورات دولية أخرى، يكون الحضور الأجنبي فيها قويا. ففي منافسات المرحلة الأولى والثانية (الجزائر العاصمة، عين الصفراء، بشار) فازت بالمراتب الثلاث الأولى، الثنائيات، ويتعلق الأمر بكل من سناء الحادفي وياقوت غرين رجاء من نادي الدبداب بإليزي (00د: 01 ثا: 24 ج م)، متبوعتين بصبرينة جايب وليندة صحراوي من نادي بوزريعة (00:د01ثا: 45 ج م)، سليمة بلعمري ونجاح رسولي من نادي الدبداب أيضا (00 د: 33 ثا :02 ج م). أما في سباق المرحلة الثالثة والرابعة فكان التشريف حليف الثنائيات سناء الحادفي ورجاء غرين ياقوت (00د : 01 ثا : 36 ج م)، ثم مقدودة شبتي وياسمين مالوفي (00 د : 01 : 46 ج م) وصبرينة جايب وليندة صحراوي (00 د:01 : 46 ج.م). جدير بالذكر أن النتائج الفنية تكون بناء على حصول الثنائي (السائقة والمساعدة) الفائزتين بأقل ثوان تستوجب العقوبة. وتجمع ثواني المراقبين السريين الثلاثة المنصبين في الطريق زائد ثواني نقطة الوصول، لتضاف (الثواني) في الأخير ويصبح الوقت المثالي للمتسابقة. وفي الترتيب العام للمراحل الأربع، تُوّجت كل من سناء الحادفي وياقوت غرين رجاء (00 د: 03 ثا : 00 ج م)، متبوعتين بصبرينة جايب وليندة صحراوي (00د : 03ثا: 31 ج م)، سليمة بلعمري ونجاح رسولي (00د : 04 ثا : 45 ج م).وعلى ضوء هذه النتائج ستتحدد قائمة بأسماء عشر (10) متسابقات جزائريات، للمشاركة في البطولة المغاربية الثانية المقبلة بتونس، والتي من المحتمل أن تقام في أواخر شهر ديسمبر المقبل، مثلما اقترحه أحد المنظمين وتبنّاه الوفد التونسي الحاضر في التظاهرة الرياضية ، فيما تنظَّم الطبعة الثالثة بالمغرب. والغاية من استحداث دورة مغاربية - حسب رئيس الفيدرالية الجزائرية للرياضات الميكانيكية شهاب بلول هي توسيع رقعة ممارسة هذه الرياضة عند فئة النساء، واستقطاب مزيد من المنخرطات المغاربيات لتطوير المستوى التقني (فنيات السياقة)، والتكتيكي وتشكيل قطب تنافسي في المحافل الدولية على المدى المتوسط.
احتجاجات على بعض التجاوزات وحضور محتشم للمشارِكات وأبدى رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، رضاه عن الظروف التي جرى فيها رالي الانضباط الذي أقيم لأول مرة في أربع مراحل، بعدما كان في السابق يقتصر على ثلاث. وقال: ”لا ننكر أن هناك بعض المشاكل الطفيفة في التنظيم ببعض الولايات التي استقبلت الوفود، لكنها لم تؤثر على مجريات السباق، وستزول مع مرور الطبعات واكتساب الخبرة في مثل هذه المواعيد”. وعبّر في الوقت نفسه عن ارتياحه لعدم تسجيل أي حادث سير، وهذا بفضل تحديد السرعة القصوى مسبقا (70- 90 كلم الساعة)، وكانت فرصة للتحسيس بحوادث المرور. وعن احتجاجات بعض المشاركات عن حالات الغش المسجلة من طرف عدد من مرافقي الطاقمات (أزواجهن) أثناء السباق أو عند خط الوصول، من خلال التواصل معهن عبر الهاتف النقال أو الرسائل النصية لمساعدتهن تقنيا في كيفية ربح بعض الثواني أو تضييعها، قصد تحقيق الوقت المثالي والفوز، بالتالي، بالمراتب الأولى عند كل مرحلة، أكد المسؤول الأول عن الهيئة الفيدرالية، ”الغش سنقضي عليه مستقبلا من خلال اقتناء جهاز كرونومتر متطور، ينصَّب في الطريق”. وقال: ”لتفادي هذه التجاوزات سنقتني كرونومتر متطورا ينصَّب في الطريق وفق المعايير الدولية... نسعى لتجاوز كل ما من شأنه تعكير صفو رالي اليمامات بالغش”. على صعيد آخر، عرفت هذه الدورة حضورا محتشما للمشاركات الجزائريات والأجنبيات على حد سواء، مثلما لاحظت العديد من المشاركات الأجنبيات. كما عرفت المنافسة غياب بطلات جزائريات أمثال منال صدوقي وأوصالح أنيسة وابنتها، كما كشفت بطلة طبعة 2012 دنيا حجاب وزميلتها سميرة كديد. وأبدت السائقة ليدميلا أميندسن التي تُعتبر إحدى المتنافسات الفرنسيات المنخرطات في الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، أسفها للنقص الملاحَظ في عدد المشاركات مقارنة بالطبعات الأولى لهذا الموعد الرياضي، قائلة: ”هذا الرالي لم يكن عاديا؛ فقد عرف حضور ربع متنافسات النسخة الأولى التي أقيمت سنة 2001 بالجزائر (50 طاقما)”. وأشارت المتحدثة إلى أن بولونيا وليبيا والمغرب كانت من ضمن الوفود المنتظر التحاقها برالي الانضباط، لكنهم انسحبوا في آخر لحظة.
الرالي مناسبة للاستمتاع بالطبيعة والبراري الخلابة لصحراء الجزائر وعلى العموم، فإن المنافسة، أو كما يطلَق عليها اللحاق الدولي بالإضافة إلى طابعها الرياضي، اكتست أهمية سياحية كبيرة؛ حيث شكلت فرصة لا تقدَّر بثمن أمام الوفود الجزائرية والأجنبية، للتعرف على الطبيعة الخلابة لصحراء الجزائر ومعانقة رمالها الذهبية ومعاينة، عن كثب، معالمها الأثرية ومكنوناتها الثقافية والاجتماعية. واتضح أن بعض المشارِكات لم يكن يهمّهن الصعود على منصة التتويج بقدر ما كنّ يتُقن لاكتشاف فيافي وبراري الجزائر العذراء.