شن الطيران الحربي لقوات الجنرال الليبي المنشق خليفة حفتر، أمس، سلسلة غارات جوية على مواقع لمليشيات إسلامية متطرفة في مدينة بنغازي في أقصى شرق البلاد. وقال الجنرال سقر الجروسي، قائد العمليات الجوية الموالية لجيش حفتر، أن القصف كان ناجحا وان أهدافه دمرت بدقة متناهية إلا أن مصادر مستشفى مدينة بنغازي لم تؤكد نقل مصابين أو جثث قتلى الى مصالحه. وأكد الجروسي، أن العمليات استهدفت قصرا ملكيا سابقا كان يضم اجتماعا لقياديين من تنظيم أنصار الشريعة المحسوب على تنظيم القاعدة، الذي سبق للولايات المتحدة ان صنفته في قائمة التنظيمات الإرهابية العالمية. بينما أكدت مصادر إعلامية أن القصف استهدف معسكرا لكتائب شهداء 17 فيفري، المشكلة من عناصر إسلامية متمردة والتي يعتقد أنها على صلة وثيقة بحركة أنصار الشريعة. ويبدو أن الجنرال حفتر، مصر على مواصلة عملياته التي بدأها منتصف الشهر الماضي، ضمن ما عرف بعملية الكرامة ضد من أسماهم بالتنظيمات الإرهابية، وهو ما أثار جدلا حادا في ليبيا وفي الخارج حول الظهور المفاجئ لهذا الجنرال، والقوة التي شكلها وتسارع الأحداث بالنسبة لعدد الوحدات النظامية التي أيدت تحركه. وأكد اللواء حفتر، أمس، على قناة "ليبيا لكل الأحرار" انه "لا شرعية لغير الشعب"، وأن جيشه ماض في عملياته إلى غاية استعادة الأمن وترسيخ الحرية والديمقراطية وبدء مسيرة التنمية". وبقدر درجة الغموض الذي يحيط بعملية الكرامة فإن الجنرال حفتر، زاد في تعميق الأزمة الليبية بعد أن قسم الليبيين بين مؤيد ومعارض له، وكرس ذلك الشرخ الذي خلّفته ثورة 17 فيفري 2011. كما أن استهدافه للإسلاميين المتطرفين في ليبيا جعله هدفا مباشرا لتنظيمات إرهابية توعدت بتصفيته وجعلته عدوها الأول الذي يتعين القضاء عليه. وحث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في بيان أصدره أمس، كل الليبيين الى محاربته بعد أن نعته ب«عدو الإسلام" و« الخائن" الذي يقوم بتنفيذ خطة صليبية ضد تطبيق الشريعة الإسلامية.