يطالب سكان الأحياء المعزولة والبعيدة عن وسط بلدية الشراقة السلطات المحلية، بإنجاز ثانويات أو إنشاء ملحقات لها، بسبب الاكتظاظ الذي يعاني منه التلاميذ القاطنون بهذه الأحياء ويزاولون دراستهم في ظروف غير مناسبة أثرت على تحصيلهم العلمي. وصرح بعض أولياء التلاميذ أن الحل الأنجع هو إنجاز ثانويات وليس إنشاء ملاحق بالمؤسسات الابتدائية الذي سيزيد -حسبهم- من مشكل الاكتظاظ الذي يعاني منه أيضا تلاميذ الابتدائيات في الأحياء المعزولة، كالمنطقة الفلاحية، مشيرين إلى أن المسؤولين اتخذوا هذا الإجراء كحل مؤقت من قبل، إلا أنه زاد الأمر تعقيدا، حيث أصبح العديد من التلاميذ يجبرون على الجلوس بالتناوب داخل الأقسام في ظل عددهم الكبير داخل القسم الواحد. وبعدما أكد السكان على أن أبناءهم يعيشون في ظروف غير مريحة سواء داخل المؤسسات التربوية أو خارجها بسبب غياب مختلف الموافق الترفيهية والرياضية ومساحات للعب الأطفال، أشاروا إلى أنهم يقطعون مسافة طويلة للالتحاق بمؤسساتهم في غياب النقل المدرسي الذي حل محله القطاع الخاص، مقابل دفع الأولياء لمبالغ إضافية معتبرة، حيث طالبوا بإنجاز مدارس جديدة قريبة من مقرات سكناهم، تجنب الأطفال مشقة التنقل نحو عدة كيلومترات مشيا على الأقدام، الأمر الذي يعرضهم إلى الخطر ويرهقهم وينعكس سلبيا على نتائجهم وتحصيلهم العلمي. وفي هذا الصدد، ذكر الأولياء بأن أبناءهم يضطرون إلى انتظار حافلات النقل العمومي التي لا تصل في الوقت المحدد بسبب ازدحام الطريق، كما يجد العديد من الأولياء أنفسهم مضطرين إلى اصطحاب أبنائهم الصغار إلى مدارسهم، فضلا عن تأزم الوضع في معظم أيام الشتاء، حين تصعب عملية التنقل أكثر، خصوصا عند تساقط الأمطار، لتصبح الطرق غير المعبدة لا تصلح تماما للسير ويتحول المكان إلى أوحال وبرك مائية. كما تحدث هؤلاء عن وقوع عدد من الحوادث الخطيرة التي أصابت أطفالهم عند الالتحاق بمدارسهم، بسبب الظروف القاهرة التي يزاولون فيها دراستهم، ناهيك عن الخوف الذي يلازمهم عند خروجهم باكرا وفي الظلام الحالك وعودتهم إلى بيوتهم في الفترة المسائية. من جهة أخرى، تطرق أولياء التلاميذ ببلدية الشراقة إلى مشكل انعدام المطاعم المدرسية في بعض المؤسسات التربوية، مشيرين إلى أن أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم ال 10 سنوات يضطرون بعد الخروج من المدرسة على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا إلى التوجه إلى مختلف الأزقة والشوارع بحثا عن محلات بيع الأكل، خاصة الذين يقطنون منهم بعيدا عن مدارسهم ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم لتناول وجبة الفطور. وعلى صعيد آخر، قال بعض هؤلاء بأنه كلما انتهى الموسم الدراسي يجدون أنفسهم في سباق مع الزمن من أجل إيجاد حاضنة أو روضة تتكفل بأبنائهم في الموسم المقبل وتقدم لهم الطعام حتى لا يتعرضوا لأي مكروه في فترة الراحة، مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى غاية 5 آلاف دينار للتلميذ الواحد. من جهتها، سطرت بلدية الشراقة عدة مشاريع في قطاع التربية، منها مشروع إنجاز ابتدائيتين ب 12 قسما، بالإضافة إلى مطعم مدرسي وسكن وظيفي بحي 154 مسكن، إلى جانب مشروع إنجاز مدرسة ابتدائية بالقرية الفلاحية، تحوي 12 قسما، مع توسيع وإعادة تهيئة مدرسة مخلف لونيس بالقرية الفلاحية ب 6 أقسام ومطعم مدرسي، كما ستزود البلدية 7 مدارس بمطاعم مدرسية وسكن وظيفي، ناهيك عن إطلاق عملية تجديد المطاعم والأثاث واللوازم وتشمل 12مدرسة.